بلغ عدد القرى المهددة بخطر الحرائق عبر إقليم ولاية تيزي وزو إلى ما لا يقل عن 36 قرية، تقع على مستوى غابات وأحراش الولاية و وزعت هذه القرى عبر 6 بلديات، واقعة جنوب و شرق و شمال تيزي وزو، ونظرا للحرائق المسجلة بها سنويا فقد صنفت هذه المناطق في خانة المناطق الحمراء التي يضل خطر النيران مترصدا بها طيلة موسم الصيف، و لذلك تم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية التي تظل في تطور مستمر من سنة لأخرى، قصد وقاية القرى نهائيا من السنة النيران التي تطال إقليمها وإنقاذها من الحرائق التي قد تندلع بها في أي وقت خلال موسم الصيف تحديدا. و على ذلك تم تنصيب اللجنة المشتركة بالتنسيق مع مختلف المديريات والجهات المكلفة والمعنية بمكافحة الحرائق، ومن جهتها سطرت محافظة الغابات برنامجا يتماشى وإمكانياتها المتاحة حيث عمدت إلى تنظيم حملات تحسيسية و لقاءات توعوية في إطار القافلة الخضراء وذلك قبيل دخول فصل الصيف، لان حرائق الغابات ليست مهمة الجهات المعنية وحدها، وبرامجها لا تكلل بالنجاعة إن لم يكن هناك تعاون مع السكان باتخاذهم للحيطة والحذر، حيث يكون المواطن أحيانا المتسبب الرئيسي في العديد من النيران التي تنشب بالغابات والحقول، وإلى جانب ذلك قامت محافظة الغابات بتجنيد العديد من الأعوان بالتنسيق مع البلديات المعنية، لتحديد 127 هكتار من حواف القرى المهددة بخطر بلوغ حرائق الغابات إليها، في محاولة منها إلى وقاية الأشخاص من خلال تكفل المؤسسات التابعة لهذه الهيئة بعملية نزع الأعشاب و تنقية تلك المناطق المحيطة بالتجمعات السكانية لمنع بلوغ النيران إليها. وقد بدأت عملية التحضير للوقاية من الحرائق في الولاية من خلال حملتين توعويتين، حسب محافظ الغابات "تابتي موسى"، وبدأت العملية الأولى في شهر جانفي المنصرم فيما انطلقت الحملة الثانية منذ 23 ماي الماضي ، وتندرج الحملتان في إطار القافلة الخضراء التي دأبت الهيئة على القيام بها منذ سنوات، في حين أن خصوصية لهذا الموسم هي قيام المحافظة بتحديد نطاق على حواف 36 قرية، تقع بمحاذاة الغابات المهددة بخطر الحرائق تابعة ل6 بلديات، و جاءت هذه العملية بعد إحصاء دقيق قامت به هذه المصالح للقرى المتأثرة بالحرائق وتهدف إلى اجتناب ما حدث في بني دوالة في 2007 أين تسبب حريق مهول للغابة المجاورة في مقتل عدد من المواطنين بعد أن انفلتت النيران إلى داخل التجمعات السكانية الواقعة بالقرى، كما تم إعطاء تعليمات صارمة لمنع إشعال النيران في الفترة الممتدة من الفاتح جوان إلى 31 أكتوبر، وهذه النقطة تتكفل بها البلديات التي لها صلاحية مراقبة الأهالي الذين كثيرا ما يعمدون إلى عمليات تنقية ونزع الأعشاب من حقولهم وحرق المخلفات في فترة اشتداد الحرارة ما يتسبب في الكثير من الأحيان في انفلاتها وانتشارها إلى الغابات المجاورة، علما أن من يشعل النار في هذه الفترة في المناطق المهددة بالحرائق يتكبد عقوبة جنائية ، و قال المسؤول الأول عن الغابات بالولاية بأن هناك تسخيرا لكامل الوسائل لمواجهة الحرائق، اما الأمر الجديد في عمليات مواجهة هذه الظاهرة في الولاية فهو التنسيق الكبير والسريع أيضا بين مختلف البلديات في حال نشوب حريق في منطقة معينة وهي العملية التي تساهم في إخماد النيران قبل حتى أن تتحرك المصالح الغابية. و تقوم محافظة الغابات باستقدام عمال موسميين، كلما اشتدت درجات الحرارة يتعدى عددهم ال70 عاملا ، فيما تبقى الوسائل المادية قليلة بالنظر إلى شساعة النطاق الغابي الذي يفوق ال 29 ألف هكتار للولاية وهو الأمر الذي يدفع ذات المصالح إلى الاستنجاد بالولايات الأخرى لمساعدتها على إخماد النيران الكبيرة.