تخلت الكثير من الأمهات الجديدات اليوم عن بعض العادات المتوارثة فيما يتعلق بتربية الطفل والتعامل معه، لاسيما في بدايات عمره الأولى، اعتقادا منهن أنها عادات خاطئة وغير صحية، ومن الممكن جدا أن تؤذي أطفالهن، وهو أمر صحيح إلى حد ما، غير أن هنالك بعض العادات القديمة التي من شأنها أن تمنح نموا أفضل للطفل، ولكن كثيرا من أمهات اليوم، لا يتبعنها، إما لجهلهن بها، أو عدم إلمامهن بقواعدها الأساسية، إضافة إلى انشغالهن الدائم بظروف العمل أو الدراسة وغيرها· لعل من بين هذه العادات المتوارثة عادة تدليك الطفل الرضيع ودهن جسده بالزيت، التي أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة عددا لا كبيرا من الفوائد الصحية والعاطفية لها، على كل من الأم والطفل، منها تقوية الجهاز المناعي للطفل وتعزيز نمو الجهاز العصبي، وتنشيط الدورة الدموية، والتقليل من آلام المغص، كما أن تدليك جسم الطفل الرضيع يوميا بعد الاستحمام يساعده على النوم بشكل جيد، وبمعدل أسرع، ويجعله أقل اهتياجا، ومن أحدث ما كشفت عنه الدراسات التي أجريت في هذا المجال، أن تدليك الرضيع قد يجعله أكثر ذكاء، ومن شأنه أيضا أن يحفز من عملية التعلم· وفي هذا الإطار تقول إحدى الأمهات حديثات العهد بالأمومة، أنها تخشى كثيرا أن تقوم بعملية تدليك وليدها، خشية من أن تقوم بحركة قد تتسبب في لي أحد أطرافه أو كسرها، ولذلك فإنها تفضل من حين إلى آخر أن تقوم والدتها بذلك ، نظرا لأنها ملمة بكافة القواعد الخاصة بتدليك الطفل، وأن رضيعها كلما خضع لعملية التدليك تلك على يد جدته، ورغم بكائه الشديد، إلا أنه ينام بعدها إلى الصبح، ولا يبدي أي انزعاج، كما أنه يستيقظ مفعما بالحيوية، وهو الأمر الذي قالت إنها كانت تجهله كثيرا· ومع ذلك فينبغي حسب الخبراء أن يتم تدليك الطفل الرضيع في وجود بعض الشروط الخاصة، وهي شروط قد تختلف أهميتها من طفل لآخر بناء على الفوارق الشخصية والصحية، منها تخصيص وقت خاص بعملية التدليك حتى يعتاد عليه الطفل، والتأكد دائما من أن الغرفة دافئة، وذلك منعا لإصابة الطفل بالبرد جرّاء خلع ثيابه، كما يفضل أن لا تكون الإضاءة قوية جدا، وأن لا تكون مسلطة على وجه الطفل، لأن ذلك يزعجه، وقد أشارت نتائج الدراسات إلى أن الطفل يشعر بالارتياح عند تدليكه بالزيت، وعليه يوصي العديد من خبراء التدليك باستخدام الزيوت النباتية كزيت الزيتون، وليس بالضرورة الاعتماد على زيت الأطفال فقط، فالزيوت النباتية سهلة الامتصاص في الجلد، وسهلة الهضم في حال قام الطفل بمص إصبعه المدهونة بالزيت، أما الزيوت المعدنية مثل زيوت الأطفال التي تباع في الأسواق، فلا يتم امتصاصها تماما، وينصح الخبراء باستخدام زيت اللوز اللطيف على الجلد