تمكنت مؤخرا مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية المدية من وضع حد لشخص تعوّد على ارتكاب جرائم النصب والاحتيال في حق الفتيات المقبلات على الزواج، وذلك على مستوى مختلف مناطق الوطن· وحسب (نبيل· ت) المكلف بخلية الاتصال والعلاقات العامة بذات المديرية، فإن وقائع هذه القضية تعود إلى سنة 2010 عندما تقدمت إحدى الفتيات أمام مصالح الأمن الحضري الأول بالمدية، من أجل ترسيم شكوى ضد مجهول سلب منها مجوهراتها الذهبية، أين أكدت الضحية أن الفاعل كان قد تقدم إلى أهلها لخطبتها، لكن تبيّن فيما بعد أنه استعمل هوية مستعارة (أي مزورة) على أساس أنه محامي مقدما لها بطاقة عمل تثبت ذلك· وفي ديسمبر الماضي تقدمت ضحية ثانية إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأجل ترسيم شكوى مماثلة للأولى، وبعد مقارنة من قبل مصالح الشرطة وتحليلها لحيثيات القضية الأولى والقضية الثانية تبين أن المشتبه فيه وفي القضيتين يكون نفس الشخص الذي نصب على الفتاتين· وعلى إثرها باشرت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية المدية، عمليات البحث والتحري لتحديد هوية المشتبه فيه الذي يستعمل عدة هويات مستعارة أثناء تنقله وترحاله لصيد طرائده، حيث كان يقوم بالنصب والاحتيال على الفتيات المقبلات على الزواج من مختلف مناطق الوطن وسرقة مجوهراتهن الذهبية، وهذا بعد إيهامهن بالزواج من خلال التقدم إلى أهلهن لأجل الخطبة، ويستعين في ذلك تارة بفتيات يقدمهن على أساس أنهن شقيقاته، ومرات أخرى كانت ترافقه عجوز شمطاء على أساس أنها والدته، وبعد كسب ثقتهن يطلب منهن إعطائه الذهب الذي بحوزتهن مستعملا في ذلك عدة حيل لسلبه منهن· وأثناء التحريات -أضاف محدثنا- تم استدعاء الضحيتين لتقديم مواصفات هذا الشخص، وباستخدام تقنيات الصورة المركبة portrait robot* من طرف عناصر الشرطة العلمية لأمن ذات الولاية، وبناء على المواصفات المقدمة من طرف الضحيتين تم التوصل إلى تحديد ملامح المجرم المبحوث عنه، وبعد عمليات المقارنة بين الصورة المستعملة من طرفه صور لأشخاص مشتبه فيهم ومسبوقين في قضايا النصب والاحتيال بإقليم ولاية المدية، تم التركيز على شخصين يحملان نفس الملامح على وجه التقريب، تم التعرف على أحدهما من طرف الضحيتين والذي يقطن ببلدية العزيزية بأقصى شرق ولاية المدية· وفي السادس عشر من جانفي الجاري، تم الترصد للمشتبه فيه حتى تم القبض عليه بمدينة العزيزية من طرف قوات الشرطة القضائية لأمن ولاية المدية بالتنسيق مع قوات الشرطة لأمن دائرة العزيزية واقتياده إلى مقر أمن ولاية المدية لاستكمال التحقيق معه، وقد تم العثور بحوزته على مبلغ مالي معتبر مع عدة بطاقات عمل تحمل صفات وهويات مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر: محامي- طبيب- مسير لمدارس تعليم السياقة -مدير لمؤسسات خاصة- بيطري- تاجر- مقاول ....الخ، وكذا شرائح هاتفية باسم أشخاص تم النصب والاحتيال عليهم، ثم يعمد إلى أخذ بطاقات هوياتهم لاستغلالها في شراء الشرائح الهاتفية· وتمكنت خمس ضحايا من التعرف على الجاني من بين عدة ضحايا، منهن اثنتان تقدمت كل منهما بشكوى أمام مصالح أمن ولاية المدية، وثلاث أخريات تم التعرف عليهن بعد اتصالهن به هاتفيا أثناء تواجده داخل مقر أمن الولاية للتحقيق معه، وذلك لمطالبته بإرجاع حليهن كاملة وغير منقوصة· المجرم اعترف أثناء التحقيق معه بالأفعال المنسوبة إليه، بعد شهادة شهود عيان على ذلك بما فيهم بائعي المجوهرات الذين كانوا يتعاملون معه بالإضافة إلى زوجة جده التي استعملها في النصب وقدمها على أساس أنها والدته، حيث نفت علمها بالأفعال التي يخطط لها· وبعد استكمال إجراءات التحقيق مع المتهم رفقة الأشخاص الآخرين الذين كان يتعامل معهم، تم تقديم الأطراف أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية، الذي أمر بإيداع المتورط الرئيسي رهن الحبس المؤقت فيما استفاد بقية الأطراف من الاستدعاء المباشر لجلسة المحاكمة·