تلاحق مصالح الشرطة القضائية بمديريات الأمن الوطني في ولايات الجنوب الشرقي، مجموعة محتالين من جنسيات جزائرية تونسية وليبية يدّعون بأنهم تمكنوا من تهريب سبائك ذهبية من البنك المركزي الليبي، ويحاولون بيعها لمواطنين وتجار ذهب عبر الوطن. أوقفت الشرطة القضائية لأمن ولاية غرداية، مشتبه فيه باع سبائك ذهبية مقلدة عبر عدة ولايات، في إطار ملاحقة عصابة يعتقد بأن لها امتداد دولي في كل من تونس وليبيا. وأودعت نيابة محكمة غرداية المتهم الذي تشير التحريات إلى أنه باع سبائك على درجة عالية من الإتقان بقيمة 200 مليون سنتيم رهن الحبس المؤقت. وكشف مصدر أمني، أن أحد أهم المشتبه فيهم في هذه القضية، تمكّن من النصب على 4 أشخاص من ولايات واد سوف واليزي وسلبهم أكثر من 2 مليار سنتيم، بعد أن باع لهم 5 سبائك ذهبية مزورة بطريقة عالية التقنية وتحمل تأشيرة مزورة للبنك المركزي الليبي بوزن 1 كلغ. ويدعي المحتالون بأنهم يحاولون تصريف ذهب مسروق من البنك المركزي الليبي بثمن مغر جدا، وهو 3000 دينار للغرام، وقد عجز بائعو المجوهرات محترفون في كشف التقليد. ويعتقد المحققون، بأن المجموعة الإجرامية الجاري البحث عنها تتعاون مع محتالين من عدة ولايات لتصريف السبائك المقلدة، وهو ما أكده تحقيق باشرته الشرطة القضائية بأمن ولاية غرداية. وسمحت مطاردة المجموعة خلال عدة أسابيع في غرداية، بإيقاف أحد المتعاونين مع هذه العصابة، وقد أمر قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة غرداية بداية الأسبوع الجاري، إيداع المتهم الحبس المؤقت ووجّه له تهم النصب والاحتيال. وكشف مصدر قضائي بأن المتهم برع في تزوير الحلي الذهبية وبيعها لبعض المواطنين وبائعو المجوهرات. وتشير المعلومات المتوفرة، بأن عددا من المحققين شاركوا في رصد وتتبع أثر المشتبه فيه أسبوعين كاملين قبل الإيقاع به، والذي نصب على بائع مجوهرات وباع له مجوهرات مقلدة ببراعة شديدة على أنها ذهب خالص. وكان الضحية وهو بائع حلي ذهبية يملك محلا وسط المدينة يقول حين إيداعه الشكوى، أنه تعرض للنصب والاحتيال من طرف 3 أشخاص، منهم واحد مجهول الهوية. وتمكن المشتبه فيهم من تقديم سبائك ذهبية صغيرة للمتهم تزن 5,654 غرام وبثمن جد مغر، هو 3050دينار للغرام. وبعد الاتفاق معه أحضر المشتبه فيه الكمية المطلوبة في شكل سبائك من فئة 100 غرام المعروفة والمتداولة في دول الخليج وتستعمل في العادة كودائع ومدخرات. وجلب المتورطون 3 قطع، وسمحوا للضحية بفحصها ومعاينتها وادعوا أنها مهربة من ليبيا. وشرع الضحية في فحص السبائك وسلّمهم مبلغ 200 مليون سنتيم كدفعة أولى مقابل شراء كل الكمية، لكن المجوهراتي ذهل عندما اكتشف بعد تكسير إحدى السبائك أن الأمر يتعلق بعملية نصب واحتيال. وأكد مختصون في بيع الذهب في تقرير طلبته النيابة، بأن طريقة تقليد السبائك المتبعة في عملية النصب الأخيرة عالية التقنية ويصعب كشفها، حيث تم تزوير أختام مؤسسة مالية كويتية تؤشر في العادة فوق سبائك الذهب بطريقة عالية الإتقان ولا تدع أي مجال للشك في أن الأمر يتعلق بسبائك ذهبية. وأثناء التحري توصل المحققون من أمن ولاية غرداية إلى أحد المشتبه فيهم ويقيم وسط مدينة غرداية، وقد كان يدعي بأنه لاجئ ليبي ويجري حاليا البحث عن باقي المتهمين.