تحول عراكٌ بين تلميذين في ثانوية الحي الدبلوماسي بدرقانة إلى معركة بين حيين عريقين من أحياء المنطقة عرفا بالجو المتكهرب الذي يسود العلاقة بينهما منذ سنوات· وقد عرفت المؤسسة حالة من الفوضى العارمة إثر هذا الشجار الذي وقع بين تلميذين من المؤسسة، تطور حسب شهادة مجموعة من عمال المؤسسة إلى معركة بين حيي (درقانة) و(حراقة) اللذان يشهد الجميع بوجود مشاحنات قديمة بينهما، لتتحول الثانوية إلى ساحة لتصفية الحسابات تراشق فيها الطرفان بالكراسي في الممرات بين الأقسام، ما أدى إلى إصابة أحد التلاميذ على مستوى الأنف وإغماء إحدى المراقبات في محاولة منها للتهدئة من الوضع· وأمام عجز المراقبين على إيقاف هذه الفوضى اضطر الأساتذة إلى الانسحاب وتنظيم وقفة احتجاجية تعبيرا عن رفضهم لحالة التسيب وانعدام الأمن التي تعرفها المؤسسة منذ سنوات، وقررت الإدارة بعد هذا الحادث إحالة كل من التلميذين المتسببين في الشجار إلى المجلس التأديبي بينما طالب الأساتذة بتحويلهما من المؤسسة نهائيا· ويشير حارس المؤسسة أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه فقد تعرض هو نفسه للضرب من طرف التلاميذ، والتهديد بالسلاح الأبيض لأنه يرفض فتح باب المؤسسة خارج الأوقات المحددة لدخول التلاميذ أو خروجهم، كما تعرض المراقب العام أيضا منذ أيام قلائل إلى اعتداء بالضرب من طرف أحد التلاميذ· وبهذا الصدد تصرح إحدى الأستاذات بالمؤسسة أن الوضع أصبح لا يحتمل فقد تكررت الوقفات الاحتجاجية والنداءات للتدخل وضمان الأمن ولكن دون جدوى خاصة وأن الثانوية تقع بالقرب من حي انتشرت فيه شتى أنواع الجريمة، الأمر الذي جعل المنحرفين يصولون ويجولون داخل المؤسسة دون أي رادع يمنعهم، فالثانوية توفر لهم المدخل والمخرج باحتوائها على ثقوب متفرقة في السور المحيط بها، وبهذا الشأن روى لنا أحد عمال المؤسسة الذي رفض ذكر منصبه كيف اختطف أحد المنحرفين تلميذة من ساحة الثانوية، واقتادها إلى مكان مجهول وعلمت المؤسسة فيما بعد أنها قد تعرضت للاغتصاب، إضافة إلى حادثة طعن أحد التلاميذ بسكين داخل حرم المؤسسة الأمر الذي فضلت المديرة السابقة للثانوية التستر عليه فلم تبلغ الجهات الأمنية رغم أن حمل السكين يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون فما بالك باستعماله وذلك لأنها كانت على عتبة التقاعد، فحلت الأمر وديا باستدعاء ولي أمر كل من التلميذين وأجرت صلحا بينهما، وأحيلت إلى التقاعد لتبقى المؤسسة دون مدير لفترة· ومع أن مديرية التربية بذلت جهدها لتعيين مدير جديد إلا أن كل المديرين الذين كلفوا بإدارة هذه المؤسسة رفضوا العمل بها على حد تعبير أحد الأساتذة، فاضطرت المديرية إلى تكليف شخص آخر وهو نائب مدير الدراسات في ثانوية بحي (بن زرقة) بإدارة هذه المؤسسة حتى نهاية السنة· وعن أسباب هذا التسيب وحالة الفوضى التي تعرفها المؤسسة صرحت إحدى المعلمات أن الاكتظاظ الكبير للثانوية هو الذي يصعب عملية التحكم في التلاميذ، حيث تضم المؤسسة 1375 تلميذ موزعين على 36 قسما فقط، ويصل عدد التلاميذ في بعض الأقسام إلى 49 تلميذا، كما أن المؤسسة عموما تحتاج إلى بعض الترميمات لمنع دخول الغرباء أو خروج التلاميذ خلال ساعات الدراسة·