يعتمد الكثيرُ من طلبة البكالوريا خلال السنوات الأخيرة، على الأنترنت، بما فيها من مواقع إلكترونية ومنتديات وغيرها، لأجل مراجعة الدروس، وحل المواضيع المتعلقة بمختلف المواد، ولا يختلف الأمر بالنسبة لطلبة الشعب العلمية أو الأدبية، الذين اختاروا التوجه إلى الأنترنت، كي تكون سندا ومساعدا لهم على اجتياز عقبة هذا الامتحان المصيري، نظرا لسهولته وتوفره على مدار اليوم، خصوصا في ساعات المساء أو الليل، بالإضافة إلى قلة تكاليفه مقارنة بالتكاليف التي تتطلبها الدروس الخصوصية، على سبيل المثال، وهو حل متاح وفعال وعملي، ما دام أن خدمة الأنترنت، وجهاز الكمبيوتر أضحت أمرا متوفرا لدى معظم الأسر الجزائرية، بالإضافة أيضا إلى توفر محلات الأنترنت التي تشتغل إلى غاية الصبح، وعليه فإن المراجعة بالنسبة للأجيال الحالية، هي مراجعة تعتمد بصفة مباشرة على التكنولوجيا الحديثة، بما يمكن تسميته المراجعة الرقمية أو المراجعة الإلكترونية، حيث استبدلت الدفاتر بجهاز الكمبيوتر، والأستاذ بالأنترنت· وقد استثمرت بعض الأطراف كالمكتبات ودور النشر، وحتى بعض الأساتذة أيضا، في هذه النقطة، عبر إنجاز أقراص مضغوطة، تحتوي دروسا وتمارين محلولة، ومواضيع سنوات سابقة لشهادة الباكالوريا، بالإضافة إلى قاموس المصطلحات، ونماذج تحرير المقالات، وغير ذلك، موجهة أحيانا لكافة الشعب، وأحيانا أخرى يتم التركيز على شعبة معينة، في حد ذاتها، وهي أقراص مضغوطة متوفرة بالمكتبات وحتى على الأرصفة وبالأسواق الشعبية، في طبعة أنيقة وملونة، مقابل مبلغ يتراوح ما بين 100 إلى 250 دج على الأكثر، وتشهد إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ والأولياء الذين يقتنونها لأبنائهم حيثما عثروا عليها، ولا يقتصر الأمر على طلبة البكالوريا فحسب، وإنما هي متوفرة لكافة المستويات، مع التركيز أكثر على تلاميذ الأقسام النهائية في كل مستوى، ويعتبر اقتصاد الوقت والمال الذين توفرهما هذه الأقراص المضغوطة، أو المواقع الإلكترونية المختلفة على شبكة الأنترنت، أهم دافعين للإقبال الكبير المسجل عليها من قبل التلاميذ خلال السنوات الأخيرة· في هذا الإطار، تقول تلميذة بالقسم النهائي شعبة آداب وفلسفة، إنها اختارت الأنترنت لمراجعة الدروس وحل المواضيع، وأيضا للبحث عن معلومات إضافية من شأنها أن تحسن مستوى إجابتها في الامتحانات، مضيفة أنها اختارت التوجه إلى الأنترنت، نظرا لأنها متوفرة في المنزل، والمواقع الإلكترونية في هذا المجال كثيرة ومتعددة، وتضم كما كافيا من المعلومات والدروس، وبإمكانها أحيانا أن تستمر في المراجعة لغاية ساعات متأخرة جدا، وكلما وجدت وقت فراغ خلال اليوم، وهو نفس الرأي تقريبا الذي أبداه الطالب (ب·خالد) تلميذ بشعبة الرياضيات التقنية، الذي أضاف أنه وجد الحل في المراجعة عن طريق الأنترنت نظرا لما كلفته الدروس الخصوصية خلال الفصل الأول من أموال، حيث أن المادة الواحدة كالرياضيات أو الفيزياء مثلا، كانت تتجاوز 1800 دج، بالإضافة إلى أخذه دروس دعم أخرى في اللغة الإنجليزية التي هو ضعيف فيها، وقد اختار مع انطلاق فترة المراجعة الحقيقية، أن يتجه إلى المراجعة الإلكترونية اقتصادا للوقت والمال، ويراجع أحيانا في محل الأنترنت الموجود بحيه، وأحيانا أخرى من المنزل، كما أنه يقوم باطلاع أساتذته على بعض المعلومات أو الصعوبات التي يجدها في المواقع الإلكترونية المختلفة، لمزيد من التوجيه والإرشاد، مادام أن رأي الأستاذ يبقى رأيا لا يعلى عليه