تحرص وزارة التربية الوطنية أشد الحرص على أن تسير البرامج التعليمية، الخاصة بتلاميذ أقسام البكالوريا بصورة عادية، وأن تتدرّج بالوتائر التي تتماشى وقدرات استيعاب تلميذ متوسط، مع تجنب اللجوء إلى الحشو والإسراع في تلقين الدروس، ومقرر أن تتوقف الدراسة يوم 12 ماي، ويتفرّغ التلاميذ للمراجعة مدة شهر قبل امتحان البكالوريا يوم الخميس 11 جوان. ربّما هذه هي السنة الوحيدة منذ سنة 2003 حتى الآن التي يجري فيها التلاميذ دراستهم بصورة طبيعية وعادية، حيث يسودها الهدوء والاطمئنان، وتواصل التحصيل الدراسي بصورة مرضية، ولأن وزارة التربية الوطنية كانت هذه المرة حريصة أشد الحرص على إبلاغ صوت الأساتذة وعمال التربية عموما لكافة الجهات المعنية الأخرى، فقد تمكنت في ظرف يومين من توقيف الإضراب الذي كانت دعت إليه نقابات التربية، وأطّرته بشكل قوي نقابتا »كناباست« و»إينباف«، وسرّ نجاحها في وقفه يعود بالأساس لكون وزارة التربية تبنّت وبقوة المطالب المهنية الاجتماعية المرفوعة، وسعت حتى تحقق لها ذلك، وخرجت في النهاية برزنامة من النتائج الإيجابية بخصوص القانون الخاص، ونظام المنح والتعويضات، اللذين كان لهما دور كبير في الرفع من أجور عمال القطاع، وهذا ما أضفى وسيُضفي على السنة الدراسية الجارية استقرارا وهدوءا لم تشهدهما المؤسسات التربوية منذ سنوات. وهذا هو الوضع الذي يرغب فيه وزير التربية الذي عانى الأمرّين مع النقابات من جهة والمديرية العامة للوظيفة العمومية بقيادتها السابقة، فكل المطالب المرفوعة إليه كانت تصطدم بجدار الرفض، وتعود إليه في شكل إضرابات متقطعة، وأحيانا مفتوحة، وفي كل مرة يضطر لجمع طواقمه الإدارية والبيداغوجية من أجل تطبيب الوضع، والخروج بنتائج ترضي التلاميذ وأولياءهم. ولا شك أن استمرار الدراسة في مثل هذا الجو العادي والطبيعي سوف يُمكن وزارة التربية من تنفيذ رزنامة المواعيد التي أقرتها، وهي تتمثل أساسا في أن يكون امتحان شهادة البكالوريا يوم الخميس 11 جوان، وعلى أن تتوقف الدراسة بالنسبة لكافة أقسام البكالوريا عبر كامل التراب الوطني يوم 12 ماي، أي بمدة شهر عن تاريخ الإجراء، وتتولى في نفس الوقت وعند هذا التاريخ اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ البرامج تحديد العتبات، التي تغطي مبدئيا 90 بالمائة من المقرر، وعلى أساسها تُعد مواضيع امتحان البكالوريا، الخاصة بكل مادة وفي كل الشعب، وستوضع هذه العتبات في متناول كل تلميذ. وحسب البلاغ الصادر عن وزارة التربية الوطنية، فإن مواضيع البكالوريا هذه السنة هي على غرار السنة الفارطة لا تتناول إلا الدروس التي تمّ تقديمها بالفعل. وخلال فترة المراجعة ستبقى المؤسسات التربوية مفتوحة لهذا الغرض، ومن حق كافة تلاميذ أقسام البكالوريا أن يرتادوا هذه المؤسسات. وسيسمج للمترشحين للبكالوريا، على غرار الدورة السابقة، باختيار موضوع من بين اثنين في كل مادة، وفي نفس الوقت سيمنح لهم نصف ساعة إضافية على الوقت القانوني المخصص لمعالجة كل موضوع، كما أنه لا تؤخذ بتاتا المقاربة بالكفاءات عند إعداد مواضيع الامتحان.