دخل عمّال وموظّفو وإطارات مديرية الثقافة بالجلفة في إضراب عن العمل يدوم ثلاثة أيّام ابتداء من أمس احتجاجا على الوضع الذي وصفوه بالمزري في المديرية والمتعلّق بصعوبة العمل بها من خلال سوء التسيير الذي ينتهجه مدير القطاع على حدّ قولهم، مطالبين في ذلك وزيرة الثقافة خليدة تومي بتنحية المدير الذي اتّهموه بالتسبّب في حرمان القطاع من مشاريع التنمية، وهذا من خلال الرّكود والجمود الملحوظ في سير المشاريع الثقافية والفكرية والمادية منذ تعيينه على رأس القطاع· المضربون وفي عريضة احتجاجية مرفقة بالإمضاءات تسلّمت (أخبار اليوم) نسخة منها، تأسّفوا كثيرا لعدم الاستجابة للمطالب التي تمّ رفعها إلى الجهات الوصية من خلال العديد من المراسلات التي تقدّموا بها للوزارة الوصية تتضمّن حال الوضع الحالي، من خلال الجمود والانسداد الحاصل وكذا التصرّفات اللاّ مسؤولة واللاّ مبالاة التي ينتهجها مدير القطاع بالولاية في التعامل مع المفكّرين والمثقّفين وغلق باب النشاطات أمام الجمعيات الثقافية، وقد عبّروا عن قلقهم الشديد من الأوضاع التي تسود المديرية مطالبين من خلالها الوزارة الوصية بالرّحيل الفوري للمدير· وحسب ما صرّح به إطارات مديرية الثقافة بالجلفة ل (أخبار اليوم) فقد أكّدوا أن مدير الثقافة يعمل جاهدا بكلّ السبل المتاحة من أجل تشويه السمعة الشخصية والإدارية لعمّال وموظّفي المديرية، والذين يشهد لهم تاريخهم الإداري والثقافي بحسن السيرة والسلوك، حيث قام -على حدّ قولهم- بتهديد كلّ الموظّفين بعقوبات إدارية مغالطا بذلك اللّجان الوزارية التي تمّ إيفادها من قِبل الوزارة الوصية. وقد تساءل متتبّعو الشأن الثقافي عن جدوى تأخّر الوزارة في اتّخاذ قرارتها الصائبة والحكيمة في تنحية مدير الثقافة رغم ما روّج من إشاعات تفيد بأن قرار إنهاء مهامه موجود على مستوى الوزارة، والذي تلقّاه كلّ المفكّرين والشعراء والأدباء والجمعيات الفاعلة في النشاط الثقافي وكلّ المجتمع المدني، وكذا متتبّعي الشأن الثقافي بارتياح كبير، وهو ما اعتبروه -حسب استطلاعاتنا معهم- بالصواب وعين الحقّ· وحسب ما أدلى به عمّال وإطارات القطاع فإن المدير حسبهم لم يلتزم بعملية دفع الأجور التي أكّدوا أنها تأخّرت منذ 09 نوفمبر من السنة الفارطة، في الوقت الذي لم يتمّ فيه دفع مختلف المنح والتعويضات والمردودية التي بقيت عالقة منذ حوالي سنة كاملة، كما قام أيضا على حدّ تعبيرهم بنقل كلّ النشاطات إلى دار الثقافة، متسائلين إن كان من المفترض بالوزارة الوصية معاقبته وفتح تحقيق في عمليات الحساب عوض أن تقوم بتغيير الأعضاء. وقال المضربون ل (أخبار اليوم) إن إضرابهم فرصة للتعبير عن انشغالاتهم والعراقيل التي يواجهونها أثناء تأدية المهام والتهميش الذي لحقهم، خاصّة في ظلّ بقاء المدير الذين أصرّوا على تنحيته، والتي أثّرت إلى حدّ كبير في سيرورة العمل عند هؤلاء الموظّفين· وفي سياق آخر تساءل بعض المثقّفين والشباب من حاملي الشهادات الجامعية الذين يتوافدون على مديرية الثقافة من حين لآخر عن سبب تعطيل عملية الإدماج من طرف مدير القطاع، والتي أقرّها مجلس الحكومة الأخير ضاربا بذلك عرض الحائط كلّ تعليمات فخامة رئيس الجمهورية. وحسب ما جاء في الرسالة فإن مدير الثقافة بولاية الجلفة قام أيضا بتنفيذ انتقاماته من خلال إرساله لشكاوى ممضاة في الشارع وبأرقام وهمية لبعض الموظّفين وهذا لمغالطة السلطات من جهة والانتقام من موظّفي المديرية بكلّ السبل المتاحة من جهة أخرى من أجل تشويه صورتهم، محتميا على حدّ قولهم بالنّفوذ والعلاقات التي تحميه من الرّدع والمساءلة وهذا من خلال تصريحاته الاستفزازية المتكرّرة أمام جميع موظّفي ومبدعي ومثقّفي الولاية، معتبرين تلك السلوكات استفزازا يكرّس معاناتهم والتهميش الذي يطالهم، مهدّدين في نفس الوقت بخوض احتجاجات تصعيدية إلى حين تلبية مطالبهم، وقد جدّدوا بذلك استغاثتهم بوزيرة الثقافة خليدة تومي التي طالبوها بإيجاد أنجع الحلول لمطالبهم التي لا تزال عالقة منذ الانسداد الذي ساد المديرية والاحتجاجات التي ما تزال متواصلة لحدّ كتابة هذه الأسطر، وهذا بإيفاد لجنة تحقيق وزارية محايدة من أعلى المستويات للنّظر في هذه القضية، مُطالبين إيّاها في الوقت ذاته برحيل المدير الذين اتّهموه على حدّ تعبيرهم بالتسبّب في تعفين الوضع وبقاء الأمور على حالها· هذا، وقد هدّد المضربون بمزيد من الاحتجاجات والدخول في إضراب شامل حتى يتمّ وضع حدّ لهذه التصرّفات والمشاكل المتراكمة التي تسود المديرية منذ تعيين هذا المدير على رأس قطاع الثقافة بولاية الجلفة، مقرّرين بذلك الاستمرار في الإضراب عن العمل إلى غاية تغيير الوضع وتنحّي المدير عن منصبه·