تشهد الكثير من المناطق العربية هذه الأيام انخفاضاً في درجات الحرارة وخاصة ليلا، والأطفال عادة أكثر شعورا بالبرد وأكثر تأثرا بانخفاض درجات الحرارة من الكبار، لذلك تزداد بينهم نزلات البرد والزكام والأنفلونزا، نظرا لأن الكثير من أطفالنا وللأسف يرفضون لبس ملابس ثقيلة أثناء النوم، وهو الأمر الذي يشتكي منه العديد من الأولياء الذين يصطدمون بهذه التصرفات من أطفالهم مقابل حرصهم الكبير والدائم على جعلهم يتردون ملابس ثقيلة جدا، وتغطيتهم بشكل كامل وكثيف خلال الأيام و الليالي التي تكون فيها درجة حرارة الجو منخفضة للغاية· وفي هذا الإطار، بينت الدراسات الحديثة، أن تأثر النوم بالبرودة يعتمد على المدة الزمنية التي يقضيها الإنسان في الجو البارد؛ فهناك آلية للتكيف حيث يتحسن النوم مع التعود على الأجواء الباردة· ولكن على العموم أظهرت الأبحاث أن النوم يكون غير مستقر في الجو البارد ويزداد القلق، أما تخطيط النوم فقد أظهر نقصًا في مرحلة الأحلام (حركة العينين السريعة) في الجو البارد في حين لم يتأثر النوم العميق (المرحلتين الثالثة) كثيرًا، ومرحلة الأحلام مرحلة مهمة لوظائف المخ وهي تساعد على صفاء الذهن والتركيز في النهار كما تساعد على ترسيخ المعلومات التي اكتسبها الشخص خلال اليقظة وهذا الأمر موثق علميا حيث أن نقص مرحلة الأحلام يؤثر على الأداء الأكاديمي للطلاب· كما أن زيادة برودة الجو المحيط كغرف النوم تُحدث زيادة في التبول وإفراز هرمونات التوتر مثل هرمون النورأدرينالين، وهذه هرمونات تزداد في حالات التوتر والإجهاد، كما أنها ترفع ضغط الدم، وهي في العادة تنخفض إلى أدنى مستوياتها خلال النوم الطبيعي· أي أن البرودة تغير فيزيولوجيا النوم الطبيعية· ما سبق يبين أن النوم في الجو البارد يعتبر نوعًا من التوتر والإجهاد وهو ما يفسر نقص مرحلة حركة العينين السريعة وزيادة إفراز هرمونات التوتر وهو ما قد يفسر نظريًا زيادة الإصابة بالالتهابات عند النوم في جو بارد· لذلك يوصي الخبراء، بأن تكون غرف نوم الأطفال دافئة لأن التغيرات السابقة قد تكون تأثيراتها أكبر في هذه الفئة السنية، كما أن لبس ملابس تساعد على التدفئة كالبيجامات طويلة الكم الثقيلة أمر مهم جدًا في الحفاظ على حرارة الجسم· وقد درس باحثون تأثير الملابس الثقيلة على النوم في الجو البارد بطريقة علمية ووجدوا أن التغيرات السابقة الذكر تقل عند الذين يرتدون ملابس تحافظ على حرارة الجسم· وخلاصة القول الذي سبق فإن البرودة في غرف النوم قد تؤثر سلبا على نوم الأطفال وصحتهم وبالتالي نشاطهم وتحصيلهم العلمي نهارا، لذلك يوجه المختصون رسالة إلى الأولياء مفادها أن المحافظة على غرف النوم بصورة دافئة والحرص على ارتداء الأطفال ملابس تساعدهم على حفظ حرارة أجسامهم في الليل والنهار·