أفتى أكثر مائة عالم ومفكر من مختلف التيارات الإسلامية والسياسية في بيانٍ بشأن سوريا، بأنه لا يجوز الاستمرار ضمن القوات الموالية لنظام بشار الأسد، وأنه يجب الانشقاق عنها، داعين إلى دعم الجيش الحر والثوار في كل ما يحتاجونه من إمكانيات مادية أو معنوية، كما طالبوا الشعوب العربية والإسلامية بسحب السفراء وتوجيه رسائل احتجاج واسعة للدول المساندة لنظام الأسد وخاصة روسيا والصين· وقّع على البيان 107 من مشاهير علماء الأمة ومن مختلف الجماعات الإسلامية والتيارات السياسية الرسمية وغير الرسمية، من بينهم فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين، والدكتور علي جمعة مفتي مصر، والشيخ عبد الله بن بية، والشيخ صادق الغرياني، والدكتور سلمان بن فهد العودة، والشيخ أبو إسحاق الحويني، والشيخ د· راشد الغنوشي، والشيخ عبد المجيد الزنداني، والدكتور عصام البشير، والشيخ نصر فريد واصل، والدكتور محمود الميرة، والشيخ د· أحمد الريسوني ود· طارق السويدان، ود· عوض القرني، و د· نبيل العوضي، ود·علي الصلابي، وعشرات غيرهم من مختلف أقطار العالم الإسلامي· وقال الموقعون على البيان الذي صدر مساء الثلاثاء: إن ما يجري في أرض سوريا من البطش والتنكيل وسفك الدم الطاهر على أيدي النظام المستبد وأعوانه هو سجل أسود لن يُنسى، وسيجعل الله ذلك الدم البريء عاراً وشناراً على المباشرين والساكتين· وشدّد العلماء، بأنه لا يجوز لمنسوبي الجيش السوري أو الأمن أو التشكيلات الأخرى قتل أحد من أفراد الشعب، أو إطلاق النار باتجاههم، ويجب عليهم عصيان الأوامر ولو أدّى الأمر إلى قتلهم، مطالبين الجنود الذين حدث منهم قتلٌ فيما مضى أن يتذكروا أنّ قتل اثنين جرم مضاعف عن قتل واحد، وأن باب التوبة مفتوح· وأوضح البيان الذي وقَّع عليه قامات دعوية وفكرية وسياسية من السعودية ومصر والكويت والإمارات والأردن ولبنان والمغرب وتونس وموريتانيا ومن أوربا- بأنه لا يجوز الاستمرار في وظائف الأمن والجيش في ظل هذا الوضع، مُفتين بوجوب الانشقاق عنه والوقوف في وجهه، كما طالبوا بدعم الجيش الحر وتعزيزه وتقويته والانضمام إليه للدفاع عن المدنيين وعن المدن والمؤسسات· ووجه البيان النداء للمسلمين وللعالم الحر، بدعم تشكيلات هذا الجيش ومساعدته، كما طالبوا في الوقت ذاته الجيش الحر بأن يكون منضبطاً حتى لا ينجرف عن مهمته النبيلة بعيداً عن الانتقام والتعدي على الأبرياء· كما أفتى العلماء، بوجوب دعم الثوار في سوريا بكل ما يحتاجونه من إمكانيات مادية أو معنوية، ليتمكنوا من إنجاز ثورتهم والمضي في سبيل نيل حريتهم وحقوقهم، داعين الدول العربية والإسلامية إلى مواقف جادة إزاء النظام السوري بطرد سفرائه وقطع التعامل معه، وإلى توجيه رسائل احتجاج للدول المساندة له وخاصة روسيا والصين· ودعا الموقعون على البيان، القوى المخلصة في العالم الإسلامي إلى تشكيل لجان شعبية في كل مكان لدعم ثورة الشعب السوري، ومساندته ولدعم النازحين والمشردين من أبناء هذا الشعب الكريم، خاصة في الأردن ولبنان وتركيا حيث حاجتهم إلى الغذاء والكساء والدواء والمساندة المعنوية· وأعلن العلماء تأييدهم في الوقت ذاته لكل جهد مخلص لحقن دماء الشعب السوري وحمايته من حرب طويلة تأكل الأخضر واليابس باعتبار ذلك من أهم مقاصد الشريعة وصولاً إلى انتخابات حرة تعبر عن إرادة الشعب· واختتم البيان بالتضرع إلى الله تعالى أن يعجِّل بالفرج لشعب سوريا الحبيب، وأن يحفظ وحدته، ويجمع على الحق كلمته، ويعيد إليه أمنه واستقراره في ظل حكومة عادلة مؤمنة بالحقوق ملتزمة بالحريات، لا تبغي علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين· * شدّد العلماء، بأنه لا يجوز لمنسوبي الجيش السوري أو الأمن أو التشكيلات الأخرى قتل أحد من أفراد الشعب، أو إطلاق النار باتجاههم، ويجب عليهم عصيان الأوامر ولو أدّى الأمر إلى قتلهم، مطالبين الجنود الذين حدث منهم قتلٌ فيما مضى أن يتذكروا أنّ قتل اثنين جرم مضاعف عن قتل واحد، وأن باب التوبة مفتوح·