عرفت ولاية تيزي وزو أمس العديد من الحركات الاحتجاجية في مناطق متفرّقة بسبب مخلّفات الثلوج المتراكمة والانقطاعات النّاجمة عنها كالماء والكهرباء، حيث أقدم سكان العديد من القرى ببلدية تادمايت غرب مدينة تيزي وزو على غلق الطريق الوطني رقم 12 في وجه حركة المرور احتجاجا على انقطاع التيّار الكهربائي منذ الخميس الفارط بعد سقوط أعمدة كهربائية· وقد حاول الشباب المحتجّون إضرام النيران في الوكالة التجارية ل (سونلغاز) بذراع بن خدّة إلاّ أن تدخّل أعيان القرى وكبارها حال دون ذلك، ما دفع بالشباب للتوجّه إلى الطريق الوطني رقم 12 الذي يعدّ العصب النّابض لحركة المرور بتيزي وزو وغلقه، مهدّدين بعدم التراجع إلى غاية الاستجابة لمطلبهم· مصالح (سونلغاز) أكّدت أن الأمر يتجاوزها كون الظروف الطبيعية هي العائق أمام إعادة ربط القرى بالكهرباء، وذلك بسبب سقوط الأعمدة الكهربائية وتعذّر إعادتها حاليا بسبب تشبّع التربة بالمياه وانزلاقها· ومن جهتهم، سكان الحي القصديري (مقدم اعمر) بمدينة تيزي وزو احتجّوا أمام مديرية (سونلغاز) بسبب انقطاع التيّار الكهربائي· ومن جهتهم، سكان 3 قرى بذراع الميزان أغلقوا الطريق الوطني رقم 68 بسبب غلق الطرق بالثلوج وعدم تموينهم بقارورات الغاز، وكذا انقطاع التيّار الكهربائي· أمّا سكان قرية (آيت زيكي) ببوزفان فقد أقدموا على غلق مقرّ البلدية للاحتجاج على عدم تسجيل أيّ تدخّل من قبل الجهات المعنية منذ بداية تراكم الثلوج، حيث قام هؤلاء بفتح الطرق بإمكانياتهم الخاصّة· وعادت حالة الشلل يوم أمس إلى أغلب الطرقات التي فتحت بشقّ الأنفس عبر إقليم ولاية تيزي وزو، حيث تراكمت الثلوج مجدّدا منذ ليلة أوّل أمس في الكثير من الطرق التي أعيدت حركة المرور على مستواها، ولم تشفع تدخّلات الجيش لإزالة حالة الحصار المفروض على القرى النّائية والمرتفعات الجبلية من قبل الثلوج· وقد صعّب الصقيع الذي صاحب عودة موجة البرد والاضطرابات من مهمّة المصالح القائمة على مواجهة الأزمة، حيث عجزت الآلات والعتاد المستعمل عن الصعود إلى المرتفعات المنزلقة، ما قطع المؤونة عن الكثير من القرى بأغلب دوائر تيزي وزو، على غرار عين الحمام، بوزفان، إفرحونان، ذراع الميزان وغيرها، الوضع الذي أعاد الشلل إلى المؤسسات العمومية في مقدّمتها المدارس، حيث يستحيل فتحها اليوم، وأجّلت الدراسة إلى يوم الأحد إن تحسّت الأوضاع الجوّية· ويبقى خطر الفياضانات يهدّد المناطق المنخفضة مع استمرار تساقط الأمطار الغزيرة في أقسى شتاء تعرفه الولاية منذ سنوات·