* تسوية منتظرة لوضعية 15 ألف جزائري بتونس في 2012 شدّد الرئيس التونسي السيّد محمد المنصف المرزوقي على أن تونس تنتظر الكثير من الجزائر، مشيرا إلى أنه سيزوره وهو يضع نصب عينيه ضرورة تعميق العلاقات بين البلدين بما يعود بالخير على شعبيهما، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تشهدها تونس، وهي أزمة تتطلّب مساعدة جزائرية لتجاوز أثارها تدريجيا· وذكر المرزوقي في حديث أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية عشية زيارته الرّسمية للجزائر، أن ما تنتظره بلاده من الجزائر يعتبر (هاما جدّا)، موضّحا أنه سينتقل إلى الجزائر حاملا عدّة أفكار تخص التنمية المشتركة· وأبرز الرئيس التونسي أن (الانتظارات تبقى جدّ مهمّة، وأن زيارته للجزائر تعدّ رمزية) باعتبار أنه عاش مع الجزائر محنتها منذ طفولته، وأن والده كان من النشطاء المؤيّدين لحرب التحرير الجزائرية، وشدّد على أن هناك انتظارات تكتسي الطابع المحلّي وقال: (أنتم تعلمون أننا نمرّ بأزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، وأن جيوب الفقر توجد وتنتشر بشكل رئيسي في مناطق حدودنا الغربية والجنوبية)، مبرزا أنه سينتقل إلى الجزائر حاملا عدّة أفكار تخصّ التنمية المشتركة لكلّ المناطق الحدودية بين البلدين (وهنا تكمن انتظاراتنا المتعدّدة) على حدّ قوله· ولاحظ الرئيس التونسي أن هناك العديد من الاتفاقيات بين الجزائروتونس (إلاّ أن التطبيق يعدّ ضئيلا)، وذكّر على سبيل المثال بوجود العديد من المواطنين التونسيين من أصول جزائرية ولدوا في تونس، بل ولد آباءهم في تونس ولا يعرفون الجزائر البّتة لكنهم يعتبرون إلى غاية الساعة كأجانب، واصفا ذلك ب (الأمر السخيف)· وحسب السيّد المرزوقي - الأستاذ في الطبّ والمناضل في مجال حقوق الإنسان - فإن الأمر يتعلّق بمسائل الإقامة والتنقّل والملكية التي (لم تجد طريقها إلى الحلّ)، وفي ذات السياق دعا إلى (تكريس إرادة سياسية قوية كي يشعر الجزائريون في تونس بأنهم في وطنهم ويحسّ التونسيون في الجزائر يأنهم في بلدهم أيضا)· وحثّ المرزوقي على ترقية الحرّيات الخمس، أي حرّية التنقّل ببطاقة الهوية الوطنية فقط وحرّية العمل وحرّية الإقامة وحرّية الملكية وحرّية المشاركة في الانتخابات البلدية· وحول تسوية وضعيات حوالي 15 ألف جزائري يعيشون في تونس والذين يواجهون مشاكل إدارية اعتبر الرئيس التونسي (أن مسار تسوية هذه المشاكل قد تمّ الشروع فيه)، وقال في هذا الصدد إن هذا المسار (قد بدأ فعلا وإنني أتابعه شخصيا بدليل أن هذا الملف يوجد على مكتبي، كما أن مستشاري الدبلوماسي مكلّف بمتابعة هذه القضية· وأنتم تعرفون مشاكل البيروقراطية، لكن يمكن أن أعدكم بأن الإرادة السياسية ستكون أقوى من البيروقراطية كوننا عازمون على تسوية هذه المشاكل في غضون السنة الجارية) على حدّ قوله· وفي مجال التعاون الأمني الثنائي بين البلدين لم يفت السيّد محمد المنصف المرزوقي التأكيد على أن المؤسسات العسكرية في الجزائروتونس تنسّق أعمالهما بشكل وثيق، وفي هذا المضمار ذكر أن المؤسستين تعملان بشكل منسّق منذ عدّة سنوات، وأن التعاون بينهما يجري على قدم وساق وبيّن أهمّية وضرورة التنسيق الأمني بين دول المغرب العربي الخمس لتأمين هذه المنطقة المهدّدة فعلا بالتسلّل الإرهابي كونها مناطق شاسعة وصحراوية، معربا عن استعداد بلاده للقيام بذلك مع الجزائر في نطاق مكافحة الإرهاب والجرائم المنظّمة·