يعرف مركز براقي لبيع قارورات الغاز بالعاصمة حالة طوارئ خلال هذه الأيام بسبب توافد العديد من المواطنين من مختلف مناطق العاصمة وحتى من خارجها من أجل التزود بقارورات الغاز وسط أزمة الندرة التي تعرفها هذه المادة بعد موجة البرد والثلوج التي لا زالت تجتاح الوطن منذ أكثر من 10 أيام متواصلة· وحسب بعض المواطنين فإن مركز براقي لبيع قارورات الغاز يعد نقطة استقطاب كبيرة للمواطنين والتجار، خاصة بعد أزمة الندرة التي يبقى المواطن ضحية لها حيث لا يملك وسيلة أخرى للتدفئة من غير هذه القارورة، كما هناك بعض العائلات التي لم تستفد من الغاز الطبيعي إلى غاية اليوم وفي قلب العاصمة ولهذا فهي مضطرة إلى استعمال هذه القارورات على الرغم من خطورتها، ولأن بعض التجار يستغلون هذه الظروف الاستثنائية من أجل استغلال حاجة المواطنين من خلال شراء قارورات الغاز من نقاط البيع بقيمة 170 دج للقارورة الواحدة ومن ثمة بيعها في الحالات العادية ب250 دج رغم أن الدولة تحدد 200دج للقارورة، وفي مثل الظروف الحالية أصبح سعر القارورة يتجاوز2000 دج·· ولغياب الرقابة فإن بعض المواطنين يجدون أنفسهم فريسة سهلة لهؤلاء المستغلين، أما البعض الآخر من المواطنين فقد توجه مباشرة إلى نقاط البيع بعدما أنهكت قواه من البحث عن قارورة الغاز، وفي ظل الطوابير العريضة أمام مركز البيع مثلا في براقي فإن بعض المواطنين فقدوا صبرهم أمام تخوفهم من نفاد المخزون والتموين في هذا المركز، ولهذا فإن الفوضى سيطرت على الموقع، بحيث قام البعض منهم باستعمال العنف، كما هدد البعض الآخر بإحراق أنفسهم في حالة عدم حصولهم على قارورة الغاز، كما صرح أحدهم بأن أولاده يموتون بالبرد بسبب عدم نفاد الغاز وعدم استطاعته الحصول على أية قارورة غاز، رغم أن هذا المركز يبيع يوميا أكثر من 42 ألف قارورة·· من جهتها تعرف بلدية الشريعة التابعة لولاية البليدة حالة طوارئ هذه الأيام بسبب انعدام قارورات الغاز عبر محلات المنطقة، ويزداد الوضع سوءا خاصة أن المنطقة لم تستفد بعد من الغاز الطبيعي وبالتالي فإن غياب هذه القارورات عن البيوت يعد كارثة في حد ذاتها، فمن جهة استعماله في الطبخ ومن جهة أخرى استعماله في التدفئة خاصة في موجة البرد الشديدة التي تشهدها المنطقة، ولهذا فإن العائلات التي تستطيع التنقل إلى نقاط البيع بقلب المدينة والتغيب عن العمل مجبرة، فإنها تقتني العديد من القارورات التي تفوق حاجتها وبالتالي التسبب في مضاعفة الأزمة، في حين أن باقي العائلات التي لا تملك الوسائل اللازمة من أجل التنقل إلى أماكن بعيدة من أجل الظفر بقارورة غاز فإنها اكتفت بالأكل البارد والجاهز الذي يباع في محلات المنطقة كالجبن مثلا، ولحسن الحظ أن المنطقة تمتلك ثروة حيوانية فلقد ساعدها هذا على مقاومة البرد والندرة معا من خلال تعويض النقص بتناول الحليب ومشتقاته، بالإضافة إلى الفواكه، في حين اكتفت باقي العائلات التي لا تملك لا هذا ولا ذاك إلى استعمال الفرن الكهربائي من أجل إعداد طعامهم الخفيف في الغالب وبالتالي الاستغناء عن الأطعمة الساخنة التي تمنح الدفء في مثل هذه الظروف، كما عوضوا المدافئ وقارورات الغاز بهذه الأفران الكهربائية من أجل منحهم بعض الدفء، رغم أن فاتورة الكهرباء سترتفع وسيتكبدون معها خسائر أخرى لكن الحاجة والبرد أقوى من كل الحسابات··