في تطور جديد قد يعيد خلط أوراق تشكيل الحكومة العراقية، التقى زعيم قائمة 'العراقية' رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي زعيمَ 'التيار الصدري' مقتدى الصدر في دمشق أمس، حيث تمّ بحث تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع، وذلك بعد أن التقيا بشكل منفصل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الصدر عقب اجتماعهما إنه 'تم الاتفاق على التسريع في تشكيل الحكومة، على أن تكون جامعة لكل أطياف الشعب العراقي وذات برنامج واضح تقدم ما لديها وما عليها إلى الشعب العراقي لإخراجه من الأزمة الحالية'، واصفاً اللقاء مع الصدر بأنه 'مهم'. من جهته، وصف الصدر لقاءه مع علاوي ب'الإيجابي والمثمر'، معرباً عن أمله تشكيلَ الحكومة العراقية في أسرع وقت. وإذ رحّب الصدر بكل 'المساعي التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة من أجل إنهاء الأزمة السياسية في العراق'، اشترط 'ألا تكون تلك المساعي تدخلاً في الشأن الداخلي للعراق، وإنما عبارة عن نصح ومشورة'. ونفى الصدر أن تكون هناك أي نية للتحالف بين 'التيار الصدري' و'ائتلاف دولة القانون'، مؤكداً أنه لا يدعم أشخاصاً في مسألة تشكيل الحكومة، وإنما يدعم 'آليات وبرامج محددة'. وأعلن القيادي في 'العراقية' محمد علاوي أن اجتماعاً جرى أكثر من ساعة بين وفدين من 'العراقية' و'التيار الصدري' برئاسة علاوي والصدر، علماً أنه أول لقاء يعقد بينهما. وأكد القيادي أن 'الاجتماع كان مهماً جداً، وتم خلاله التركيز على مسألة تفعيل اللجان المشتركة بين 'العراقية' والتيار الصدري لوضع برامج تشكيل الحكومة المقبلة ضمن إطار التحالف بين القائمة العراقية والائتلاف الوطني بجميع تشكيلاته التي تضم الصدريين والمجلس الأعلى والمكونات الأخرى'. وأوضح القيادي في 'العراقية' أن 'اللجان المشتركة بين العراقية والائتلاف الوطني موجودة أساساً وسيتم تفعيلها، وستقدم دراسات للإصلاح الحكومي والبرلماني والقضائي'. ولفت علاوي إلى أن 'اللجان المشتركة ستبذل جهداً في عملها من أجل التوصل إلى تفاهمات قبل انتهاء الفترة المحددة لانعقاد جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن الممكن أن يجري إعلان تحالف بين الطرفين'. ولفت القيادي في 'العراقية' إلى أن الاجتماع بين علاوي والصدر 'لم يتطرق، لا من قريب ولا من بعيد، إلى مسألة تحالف دولة القانون مع التيار الصدري'، معتبراً أن 'ما تم التطرق إليه في الاجتماع يتخطى الحديث عن وجود تقارب أو احتمال تحالف التيار الصدري مع دولة القانون في ظل ترشيح المالكي'. وكانت تسريبات صحافية ذكرت خلال اليومين الماضيين أن لقاء الأسد بمقتدى الصدر أمس الأول، أتى لإقناع الأخير بعدم الدخول في تحالف مع المالكي لتشكيل الحكومة، وطرح مرشح التسوية عادل عبدالمهدي الذي يلقى قبولاً واسعاً من كل من سورية وتركيا ومصر والسعودية، لكنه في الوقت نفسه يواجه رفضاً شديداً من 'التيار الصدري'.