لن يكون النجاح بعيدا إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة القوية لأجل تحقيقه، وكذلك الإمكانيات المادية اللازمة، وهو أمر لم يعد بالمستحيل حاليا في ظل وجود مؤسسات ووكالات تضمن لأي راغب في إنشاء مؤسسته الاقتصادية الخاصة الدعم المالي المطلوب، والمرافقة عبر كافة مراحل المشروع، وحتى تحمل تبعات فشل المشروع، وتولي تسديد القرض الممنوح من طرف البنك، وإبعاده بالتالي عن أية مخاطر أو أضرار، أكثر من 100 عارض قدموا من مختلف ولايات الوطن، إلى عرض تجاربهم، ونشاطات مؤسساتهم في الصالون الوطني للتشغيل سلام 2012، أثبتوا أن الإرادة الحقيقية لدى أي شاب أو شابة، وحتى لدى غيرهم من كبار السن، من الجنسين، يمكن أن تحولهم ليس من بطالين إلى عاملين فحسب، وإنما إلى أرباب عمل، وأصحاب مؤسسات، يشرفون بدورهم على تسيير عدد آخر من العاملين والموظفين، فيما ينبغي فقط معرفة الإجراءات والآليات اللازمة لأجل تحقيق ذلك· محسن، من واد سوف، مسير مؤسسة منصور عبد الرزاق لمواد التنظيف، والمواد المطهرة، تقربت منه (أخبار اليوم)، خلال فعاليات افتتاح الصالون الوطني للتشغيل، حيث استقطبت منتجات التنظيف والتطهير، ذات الرائحة الزكية، والتغليف الجذاب، الكثير من الزوار، قال إن البداية كانت بملف لإنشاء ذات المؤسسة وضعه رفقة شريكه على مستوى الوكالة الجهوية لدعم تشغيل الشباب بواد سوف نهاية سنة 2003، وبعد استكمال كافة الإجراءات والوثائق اللازمة، تحصلا على القرض سنة 2005، حيث انطلقا في العمل بعدها مباشرة بثلاثة عمال، ارتفع عددهم إلى 8 عمال دائمين، وحوالي 15 موسميين، وتمكنت المؤسسة بعد سنوات قليلة على إنشائها من تسويق منتجاتها المختلفة الخاصة بمختلف مواد التنظيف والتطهير المنزلي، وكذا العطور المنزلية، وما شابه ذلك، في السوق المحلية، بولاية واد سوف، ثم جهويا، ويأملون حاليا في توسيع نشاطهم للسوق الوطنية، في هذا الإطار يقول مسير المؤسسة الذي تحدث إلينا في الجناح المخصص للمؤسسة بالصالون الوطني للتشغيل سلام 2012، إن أكثر الصعوبات التي يتلقونها حاليا تتعلق أساسا بالتسويق وبتوفر المواد الأولية، ولذلك فهم يأملون في تسهيل الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، وفتح المجال أمام أصحاب المؤسسات في الجزائر لتسويق منتجاتهم المختلفة في السوق الوطنية· وأضاف محدثنا قائلا إنهم تمكنوا خلال فترة وجيزة من تسديد القرض الذي منحهم إياه البنك، كما أن هامش أرباحهم معقول للغاية، موجها نصيحته للشباب لأجل التقرب من مختلف وكالات التشغيل المتواجدة عبر التراب الوطني، وتقديم مشاريع إنشاء مؤسساتهم الخاصة، مادام أن كافة الإمكانيات متاحة لهم، لأجل النجاح وتحقيق أهدافهم في الشغل، بل ومساعدتهم على خلق مناصب شغل إضافية، مؤكدا أن أساس النجاح في أي مشروع بالنسبة للشباب الراغب في ذلك، هو أن يكون ملما بكافة الجوانب المتعلقة بمشروعه، وأن تكون لديه على الأقل المعلومات الكافية حول ما يريد إنجازه لتجنب أية تهديدات بالفشل أو الخسارة·