يشتكي أغلب المواطنين من النوعية الرديئة لبعض أنواع القهوة المطحونة والمعروضة في السوق، خاصة أنهم عادة ما يصادفون بعض الإضافات الظاهرة للعيان بعد تفريغها مما أدى بالبعض إلى اقتناء بذور القهوة وإعادة تحميصها بالبيت ومن ثمة ضمان نوعيتها الجيدة والاستفادة من انخفاض الثمن، بحيث تعددت شكاوى المواطنين من بعض أنواع القهوة التي ظهرت فيها مؤسسات واسعة للإنتاج إلا أن النوعية الجيدة عادة ما نظفر بها بشق الأنفس وأغلب تلك الأنواع تمتاز بمذاق عكر لا يشبه مذاق القهوة في شيء· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم حول النقطة المثارة فأكدوا الظاهرة خاصة وأن الوضع أدى بهم إلى استبدال الأنواع في كل مرة بالنظر إلى بعد المذاق عن المذاق الحقيقي للقهوة· ما قالته السيدة فطيمة التي قالت إن أنواع القهوة اليوم لا تضاهي قهوة زمان التي كانت تقتنى من عند (الحماص) تلك الحرفة التي غابت نوعا ما ولم تعد مقتصرة إلا على بعض المقاطعات العريقة كبلكور وباب الوادي، إلا أنها قالت إنها متمسكة باقتناء بذور القهوة وتحضيرها بالبيت ومن ثمة ضمان نوعيتها والاستفادة من انخفاض الأسعار كون أن واحد كيلوغرام منها لا يتعدى 500 دينار جزائري، وتقوم بتحميصها وطحنها في البيت ودأبت على تلك العادة منذ سنوات· أما السيد عزيز فقال إن الغش طال حتى مادة القهوة فبعد جلبها بأسعار خيالية لا يستفيد المواطن من نكهتها خاصة وأنها تكون مخلوطة بمختلف المواد التي لا يكتشفها الشخص إلا بعد تذوق مذاقها البعيد عن مذاق القهوة، وهناك حتى من يخلطوها بطحين الحمص، وأضاف أنه يفضل اقتناءها مثلما كان عليه الحال في الماضي من عند الحماص ويتفادى بذلك رمي ماله في الفراغ، إلا أن المشكل هو نذرة الحماصين واندثار الحرفة ويجبر على القدوم إلى منطقة باب الوادي من أجل اقتنائها خاصة وأن الأنواع الحديثة باتت تنافس قهوة الحماص، وفي الحقيقة أنه لا وجه للمقارنة كون أن القهوة المعدة من طرف الحماص لها نكهة خاصة جدا· اقتربنا من السيد فالحي عمر وهو حماص من منطقة بلكور قال إنه يتمسك بالحرفة التي لها محبوها، ولازال المئات من المواطنين يتوافدون إلى محله من أجل اقتناء قهوة جيدة يبدعها بأنامله وفق خطوات محكمة، فهو بعد اقتناء بذور القهوة يقوم بتصفيتها جيدا من فروع الحطب الصغيرة وكل الإضافات التي تملأها من أجل الحصول على قهوة نقية، بعدها يقوم بتحميصها جيدا ثم طحنها وتصنيفها في أكياس، ليجذب عبق رائحتها الزبون من بعيد ما أدى به إلى اكتساب زبائن دائمين منذ سنوات، وأحيانا لا يقوى على تلبية كل الطلبات بالنظر إلى كثرتها خاصة وأنهم يتوافدون من كل نواحي العاصمة خصيصا لاقتناء قهوته التي تنافس أرقى الأنواع في الوقت الحالي التي لا تكاد تشبه القهوة إلا في اللون أما الرائحة والطيبة فهما عنصران غائبان·