فاضت الكثير من الينابيع الطبيعية التي عجزت عن استيعاب الكميات الهائلة من المياه التي تسربت لجوف الأرض، لدرجة انجرفت الكثير منها مهددة بذلك السكنات القريبة منها بالانزلاق وهو الأمر المطروح بقرية تالة عمارة ببلدية تيزي راشد شرق مدينة تيزي وزو، حيث دقت عدة عائلات ناقوس الخطر بسبب تسرب المياه الفائضة من الينابيع الطبيعية تحت مساكنها مهددة أسسها بالتحرك، وطالبت العائلات المتضررة بضرورة تدخل الجهات المعنية من أجل العمل على تحويل مسار هذه المياه وصرفها ناحية الأودية أو السدود لحماية السكنات المجاورة لها· وأكثر القرى المتضررة من جراء هذه الظاهرة الطبيعية نجد قرية أغيل بومشدال وتمدوشين، أين سجل غرق العديد من السكنات في المياه الفائضة من الينابيع الطبيعية، حيث غمرتها هذه المياه ورغم تمكن السكان من صرفها بمعية الجيران إلا أن الخطر المحدق لا يزال مطروحا نظرا للكميات الكبيرة من المياه التي غمرت أسفلها، الكميات الهائلة التي تجعل الأرضية المحتضنة للسكنات هشة بعد تشبعها بالمياه ما يجعلها عرضة للانزلاق جارفة معها السكنات في أي لحظة، ما جعل سكان قرية أغيل بومشدال يطالبون السلطات المحلية بضرورة التدخل من أجل إنجاز مجاري لصرف المياه الفائضة عن الينابيع، نفس الوضع تتقاسمه أغلب القرى الواقعة على سفوح الجبال خاصة السلسلة الجبلية لجرجرة التي تعرف بانتشار الينابيع الطبيعية على غرار منطقة واضية، واسيف، بوغني ذراع الميزان وغيرها· وبالرغم من الدور الهام والحيوي الذي لا تزال تمثله والمكانة التي تستحوذ عليها الينابيع الطبيعية في حياة سكان منطقة القبائل، إلا أن الكميات الكبيرة للأمطار والثلوج التي تساقطت وبكثرة خلال شهر فيفري جعلت هذه المصادر الطبيعية تعجز عن استيعاب الكم الهائل المصرف لباطن الأرض وتهدد السكان بإغراقهم وجرف سكناتهم، وتجدر الإشارة إلى أن الينابيع لا تزال تحظى باهتمام واسع من قبل المواطنين لكونها المصدر المستنجد به في المواسم التي تجف فيها الحنفيات·