إيفاد لجنة تحقيق مطلبٌ أكثر من ضروري تأزمت الأوضاع بقرية ايقوباعن الواقعة ببلدية عين الزاوية بجنوب ولاية تيزي وزو بفعل الاضطرابات الجوية التي عرفتها منطقة الوسط وتضررت جراءها كثيرا ولاية تيزي وزو، قرية ايقوباعن التي تشارف على بلوغ عامها الأول منذ ظهور خطر انزلاق أرضي أقصى من خارطتها 17 مسكنا وشرد 32 عائلة، فيما لا تزال 35 أخرى تحت رحمته، بلغت بها المخاوف أوجها بعد الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة التي زادت من حدة الانزلاق الأرضي في حين لا تزال أسبابه الرئيسية مجهولة لعدم إيفاد مجددا لجنة لدراسة الوضع بعدما غادرته لتعرض عتادها لعملية الحرق في الصائفة المنصرمة· تواجه العائلات ال35 المتبقية بقرية ايقوباعن مصيرا مجهولا في وسط العزلة والأزمة التي تعرفها ولاية تيزي وزو منذ قرابة أسبوعين بفعل موجة البرد القارس المصحوبة بثلوج كثيفة وأمطار غزيرة، خاصة وأن الظروف المذكورة تعد من عوامل تنشيط ظاهرة الانزلاق التي ظهرت في شهر مارس من السنة المنصرمة، حيث انهارت السكنات ال17 وهي حديثة البناء أقدمها لا يتعدى عمرها ال10سنوات أما الأخرى لم يسكنها أهلها بعد، حيث جرفها الانزلاق الأرضي الخطير محدثا فجوة واسعة في وسط القرية جرفت معها جميع مظاهر الحياة فوقها، وبشكل استعجالي تم إجلاء العائلات المتضررة والبالغ عددها 32 الى حجرات دراسية بإحدى المدارس المغلقة بالمنطقة، وأخرى إلى حجرات إضافية بمؤسسة تربوية أخرى، في حين عزفت السلطات على استئناف الأبحاث بالقرية رغم أن الخطر لا يزال قائما وأسباب الظاهرة التي عصفت بالقرية لأول مرة منذ تاريخها إعمارها تبقى مجهولة· الإنزلاق ينسف مساحة 6 آلاف م2 للاطلاع على وضع القرية عن قرب تنقلت (أخبار اليوم) إلى القرية الواقعة على بعد 40 كم، سلكنا طريقا غابية وعرة في وسط الأحراش لكونها مسلكا أقرب للوصول إليها عبر الطريق الوطني رقم 25 بدل التنقل لمسافة 12كم مشيا على الأقدام عبر قرية بومهني، استقبلنا عضو بلجنة القرية التي بدت للوهلة الأولى خالية عن عروشها نظرا للصمت الممزوج بالرعب المخيم عليها، حيث تبدو لزائرها للوهلة الأولى أنها بقايا قرية غادرها المعمر منذ أشهر فقط، وأفاد بأن الدراسة الأولية وبشكل تقريبي حددت مساحة الضرر ب6 آلاف متر مربع أقصيت تماما من محيط القرية بعدما أصبحت غير صالحة للاستغلال لا في البناء ولا للزراعة، وأضاف بأن الانزلاق الذي عرفته القرية جاء بشكل مفاجئ ليدق ناقوس الخطر في مارس2011 أين اضطرت العائلات لإخلاء سكناتها نفاذا بجلدها بعدما أصبحت منازلها خطرا عليها، وجرف الانزلاق جزءا من الطريق الذي يعد رابطها الوحيد بالعالم الخارجي وذلك على مسافة 70مترا وقد أعيد بناؤه بردم الحجارة والإسمنت على مستواه إلا أن مياه الأمطار والثلوج والمياه الجوفية تزيد من عمق الخطر· العائلات المنكوبة تحول إلى المدارس تعاملت السلطات المحلية مع الكارثة الطبيعية التي حلت بالقرية وفقا لأدنى الإمكانيات المتاحة، حيث تم تهيئة حجرات مدرستين ابتدائيتين إحداهما مغلقة بالمنطقة وحولت إليها العائلات في حين تم استغلال مركز بريدي مغلق بالمنطقة ودار شباب لتحويل العائلات ناحيتها في انتظار التوصل لحل نهائي يفك أزمة العائلات التي تعيش بين نارين، حرقة إخلاء سكنات صرفت فيها تحويشات العمر، ونار الزج في حجرات لا تتسع لشخصين، واستئجار عائلات أخرى في انتظار حل للازمة، أما عائلتين فقد فضلتا البقاء في قلب الخطر على مغادرة سكناتها رغم أنها مصنفة في خانة الخطر· أما الحلول المقترحة من قبل السلطات المعنية من بلدية ودائرة، تمثلت في اقتطاع أرضية تابعة لقطاع الغابات وتقديم إعانات مالية في إطار السكن الريفي للعائلات من أجل بناء سكنات جديدة أو العمل على تزويدهم بسكنات في إطار السكن الاجتماعي، الحل الذي يراه المتضررون بغير المناسب كون سكناتهم تزيد عن 600 مليون ومنها ما بلغت تكلفتها 4 ملايير، وصرح هؤلاء بأن سكناتهم لم تنهر لأنها هشة وقديمة إنما الأرض التي بنيت فوقها لم تتمكن من تحملها، وبالتالي هم يطالبون بتعويضات مادية بعد إيفاد لجنة تحقيق تقيم الوضع والسكنات المتضررة· كبار المنطقة يؤكدون عدم حدوث الظاهرة منذ إعمار القرية أكد أحد معمري القرية والبالغ من العمر 89 سنة أن ظاهرة الانزلاق هذه لم يسبق للقرية وأن عرفتها في زمن سابق لعهدها ولو بشكل صغير، حسب ما عايشه هو ونقلا على أسلافه، في حين أعاد مواطنون آخرون عدم حدوث ذلك في السابق إلى قلة التعمير وخفة السكنات التي كانت تنجز بالقصب والطوب وعلى طابق واحد، في حين كثر التعمير والتوسع السكني في العشرية الأخيرة، بشكل عجزت فيه الأرضية ذات الطابع الفلاحي على تحمل الثقل الزائد، الفرضيات المتداولة بين السكان وجدت الطريق في القرية بعدما غابت الأسباب العلمية وانعدام الدراسة المثبتة لها، في حين أعاد سكان آخرون السبب إلى هشاشة الطبقة الأرضية العلوية وعدم تحملها للسكنات الكثيرة الوضع الذي ازداد حدة بصعود المياه الجوفية، أما العائلات المتضررة قالت بأن تضرر شبكة الصرف الصحي منذ عقود وسيلانها تحت الأرض هي السبب في الانزلاق الخطير وعلى الجهات المعنية تحمل مسؤوليتها وصرف تعويضات للمتضررين· السكان يطالبون بتدخل الجهات المعنية لإنقاذهم أمام الخطر المطروح على السكان بفعل العزلة التي شكلتها الثلوج والندرة الحادة للمواد الغذائية والأساسية الناتجة عنها وكذا خطر الانزلاق، ناشدت العائلات المتبقية بالقرية كافة السلطات على مختلف مستوياتها التدخل العاجل لإنصافها وإنقاذها من الموت المحقق المترصد بها، وكذا تزويدهم بأدنى الضروريات لمواجهة الوضع المزري الذي تعرفه الناحية كلها، وهدد المواطنون بالخروج للشارع قصد إيصال أصواتهم للجهات المعنية وتدخلها قبل فوات الأوان وإنقاذ أرواحهم على الأقل، كون تعاملهم قائم مع ظاهرة طبيعية صعبة التحكم فيها، وتحركها مجددا بفعل موجة الأمطار الطوفانية والثلوج المتراكمة وارد في أي لحظة، كما طالبوا بضرورة إيفاد لجنة خاصة لدراسة الوضع· داعين للتعامل بأكثر جدية مع وضع هذه العائلات وهذه القرية المهددة بالزوال والإقصاء من قائمة قرى الولاية ما دام موقع الانزلاق يتوسط القرية ويتطلع لابتلاع أطرافها المتبقية·