بدا واضحا أن العزوف المحتمل للناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، بمناسبة انتخابات العاشر ماي القادم التشريعية يشكل هاجسا مرعبا للطبقة السياسية بأسرها، وهو ما عبّر عنه الرجلان الثاني والثالث في البلاد، عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري، اللذان دعيا الجزائريين في افتتاح آخر دورة برلمانية للعهدة النيابية 2007 - 2012 إلى التوجه بقوة إلى مكاتب التصويت بهدف تسجيل نسبة مشاركة قوية جدا، تضع حدا لمناورات الأعداء، في الداخل والخارج· وكان افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، أمس الأحد، مناسبة رافع من خلالها رئيسا الغرفتين البرلمانيتين من أجل مشاركة قوية في انتخابات 10 ماي 2012، وهو الاستحقاق الذي اعتبره الرجلان مفصليا في تاريخ الجزائر، معترفين، ضمنيا، بأن عزوف الناخبين، وبرودتهم السياسية، هاجس حقيقي يخيم على البرلمان حاليا، خصوصا إذا علمنا أن عددا كبيرا من النواب الحاليين يطمعون في البقاء تحت قبة البرلمان من خلال إعادة الترشح مجددا· رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح دعا المواطنين الى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية القادمة، وقال في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية لمجلس الأمة "أننا ننتهز المناسبة لكي نتوجه بدورنا الى دعوة المواطنين كافة للمشاركة في هذا الاستحقاق والرد بقوة على كل الذين يشككون في قدرات الشعب الجزائري في رسم معالم مستقبله"· وبشأن دور الأحزاب في تجنيد المواطنين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية المقبلة أوضح ذات المسؤول أن "الاحزاب السياسية مطالبة بتقاسم المسؤولية في تحسيس المواطنين للمشاركة في العملية من خلال انتهاج أسلوب الاقناع وفي كل محطة من المحطات التي تستوجبها العملية الانتخابية"· وفي السياق دعا رئيس مجلس الأمة الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار الى التركيز على نوعية المترشحين ممن لهم القدرة على تولي المسؤولية التشريعية بجدارة· وأكد رئيس الغرفة العليا بأن "الجميع مطالب بالمساهمة في انجاح العملية من خلال المشاركة في تحقيق كافة خطتها وفي مقدمة هذه الخطوات يأتي اختيار المواطن للأحسن من المترشحين لأداء المهمة"· وذكر نفس المسؤول أن المجلس الشعبي الوطني القادم سيواصل بمعية مجلس الأمة "دراسة القوانين التي تندرج في سياق خطة الإصلاح والدستور"· وبعد أن تطرق السيد بن صالح الى الضمانات التي وفرتها الهئيات المكلفة بتنظيم الانتخابات المقبلة اوضح ان هذه الضمانات" كلها عوامل مشجعة وهي تثبت ان هناك اجماع على القبول بالتحدي والتصميم على النجاح ". من جهته، صرّح أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري انه يتوجب على الهيئة الناخبة أن تنظر للانتخاب في تشريعيات 10 ماي القادم ك"واجب" تمليه القيم الحضارية والجمهورية· وذكر السيد زياري في كلمة له في افتتاح أشغال الدورة الربيعية للمجلس الشعبي الوطني ل2012 بان الجزائر ستكون في 10 ماي المقبل " على موعد مع صناديق الاقتراع من اجل انتخاب مجلسها الشعبي الوطني الجديد وبانه يتعين على الهيئة الناخبة امام هذه الرهانات ان تنظر إلى الانتخاب كواجب تمليه القيم الحضارية والجمهورية وواجب يعطي فرصة الانخراط في بناء مستقبلها"· وذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بان الدور الاساسي لاعضاء المجلس "يتمثل في دعوة الجزائريين والجزائريات إلى التوجه وبكثافة إلى صناديق الاقتراع أولا لكي يمارسوا حق المواطنة بالاختيار الحر للمرشحين الذين تتوفر فيهم المعايير التي يحددونها ثم لكي يمنحوا المصداقية للاقتراع والشرعية للمؤسسات المنتخبة· وبخصوص التشريعيات القادمة اعتبر السيد زياري بأن أفكار المترشحين وبرامجهم وكفاءاتهم ومصداقيتهم "هي وحدها المواضيع التي تستحق ان يركز عليها النقاش الانتخابي" مبرزا في هذا السياق بانه "لمن واجب كل واحد منا في مثل هذه الظروف ان يعمل على جعل هذا الموعد (10 ماي) لحظة تاريخية للديمقراطية مع كل ما يحمله هذا الحدث من هدوء وكرامة وحماسة"·