يتداول بعض شبابنا من الجنسين، على هواتفهم النقالة الكثير من الصور ومقاطع الفيديو المختلفة، الكوميدية، والمرعبة، والرومانسية والإباحية أيضا، وربما ما قد لا يعلمه بعضهم، هو أن هذه الفيديوهات من شأنها أن تتسبب لهم في عدة مشاكل، ومتاعب قانونية، خاصة مع حملات التفتيش التي تقودها الأجهزة الأمنية من حين إلى آخر لبعض الهواتف النقالة متعددة الوسائط التكنولوجية، لا سيما مع ارتفاع مستوى هذه الظاهرة، بين شبابنا اليوم، وارتفاع القضايا المتعلقة بحيازة وترويج أفلام إباحية، أمام المحاكم، ولا يختلف الأمر إن كانت مقاطع الفيديو هذه، خاصة ببعض الفتيات اللواتي تم تصويرهن في وضعيات مخلة بالحياء، لابتزازهن بها، أو كانت تلك المقاطع محملة من على الشبكة العنكبوتية· في هذا الإطار، تقول إحدى الفتيات، إنها كثيرا ما تتبادل مع صديقاتها فيديوهات، تقوم بتحميلها من على شبكة الأنترنت، ولكنها تكون عبارة عن مقاطع فيديو خاصة بمقتطفات من مشاهد رومانسية لبعض المسلسلات التركية أو الأجنبية، ولا تتضمن في الغالب لقطات خليعة، ولكنها تكشف عن قيام بعض صديقاتها بتحميل مقاطع فيديو خليعة، يقمن بتبادلها فيما بينهن، مع وضعهن رقما سريا لهواتفهن النقالة، حتى لا يتمكن غيرهن من الدخول إليه والتفتيش معه، مع أن ذلك يمكن أن يسبب لهن الكثير من المشاكل، سواء مع أسرهن، أو في حال سرقة هواتفهن النقالة، حيث يمكن أن يتعرضن للابتزاز بسبب ذلك· أما أحد الشباب، فكشف أنه كان يعتقد أن الهاتف النقال، شأن خاص، وملكية خاصة له، وأن كل محتوياته هي ملك لصاحبه، إلى أن تعرض مرة إلى توقيف بأحد أحياء العاصمة، من طرف أحد أعوان الأمن، الذي طلب تفتيش هاتفه النقال، دون أن يجد فيه شيئا، إلا مقاطع فيديو كوميدية لبعض الفنانين الجزائريين، وأخرى عالمية، عبارة عن لقطات مضحكة، وغيرها من المقاطع الأخرى في هذا السياق· وعلى الرغم من أن إجراءات تفتيش الهواتف النقالة في الجزائر، هي عبارة عن إجراء عادي يندرج في إطار تعريف الأشخاص المشبوهين، حيث يتم تفتيش بطاقة هوياتهم وأيضا هواتفهم النقالة التي يتم حجزها في حال ضبط هذه الصور المخلة بالحياء، ويكون في إطار التحقيقات الأمنية حول القضايا الإجرامية وعند ضبط أزواج غير شرعيين وأيضا في عمليات التعريف العادية، إلا أنه ينبغي الحرص وتفادي تحميل صور أو مقاطع فيديو، أيا كانت الدوافع أو المبررات على الهواتف النقالة، التي إلى جانب كونها تتسبب في متاعب قانونية جمة، فإنها تكون أيضا سببا في تفشي الانحلال الخلقي بين الشباب، كما يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض العضوية والنفسية مثلما كشفت عنه بعض الدراسات العلمية والطبية الحديثة في هذا الإطار·