لا تزال أنواع كثير من السلع منتهية الصلاحية، أو التي شارفت على انتهاء صلاحيتها، تغزو مختلف الأسواق الشعبية وطاولات البيع الفوضوي، وحتى بعض المحلات التي تقوم بعرضها بأسعار بخسة للغاية على المواطنين، حتى وإن كانت تشكل مصدر خطر محتمل عليهم، فيما يقولون إنها لا تزال صالحة للاستهلاك، وأن كافة المواد الغذائية تتجاوز فترة الصلاحية المحددة على غلافها الخارجي ببضعة أيام، فيحاولون إقناع المواطن بشتى الطرق اقتناءها، وهي بالفعل سلع ومواد تسيل لعاب المواطن البسيط الذي يتغاضى عن تاريخ انتهاء الصلاحية، مأخوذا بسحر السلعة وإغراء السعر الذي لن يتكرر مرة أخرى· في هذا الإطار، تعرض بعض المحلات من حين إلى آخر مختلف أنواع السلع سواء المحلية وحتى المستوردة بأسعار تنافسية للغاية، بل والأكثر من ذلك، تبدو غير معقولة مقارنة بالسعر الأصلي لتلك المواد، والسبب مثلما سبقت الإشارة إليه هو اقتراب انتهاء صلاحيتها، حتى ولو لم تكن قد وصلت إلى تلك المرحلة بعد، ومن هذا، ما وجدناه ببعض المحلات بحي لعقيبة ببلكور الذي عرض أصحابه الكثير من السلع والمواد الغذائية خصوصا، وعلى رأسها الأجبان، العصائر، الشوكولاطة بأنواعها، البسكويت بمختلف أنواعه، المصبرات، المخللات، مشتقات الحليب، والكثير من أنواع المواد الغذائية الأخرى بأسعار لا تتجاوز في مطلق الأحوال 200 دج، فسعر علبة معجون من النوع الفاخر جدا، والمستورد، معروضة بسعر 200 دج، مع أن سعرها الأصلي يفوق 400 دج، أما بعض أنواع المشروبات الغازية من نوع العلب فقد عرضت بسعر 10 دج فقط، فيما أن سعرها سابقا يفوق حسب بعض المواطنين الذين وجدناهم مصطفين أمام المحل 75 دج، وكذلك الأمر بالنسبة لأنواع من البسكويت والشوكولاطة التي لا يتجاوز سعرها 100 دج على أقصى تقدير، كما عرض ذات المحل أنواعا من المخللات، سعرها عبر المحلات يصل إلى 170 و240 دج، ب60 دج فحسب، وعرض علبا فاخرة من الموطارد ب20 دج، وهي أسعار أسالت لعاب الكثير من المواطنين الذين لم يصدقوها في البداية، واعتقدوا أنهم أخطؤوا في قراءة اللافتات المحددة للسعر والموضوعة أمام كل نوع من تلك المود الغذائية، وسرعان ما تزول الدهشة، عندما يقرؤون تاريخ انتهاء الصلاحية، وهو التصرف المنطقي والطبيعي في حال الاصطدام بأسعار من ذلك الشكل، حيث يجدونها على بعد ثلاثة إلى أقل من 10 أيام عن تاريخ الانتهاء، وبين من يخشى على صحته وصحة أطفاله من هذه المواد، وإن كانت لم تصل بعد إلى تاريخ انتهاء صلاحيتها المحدد من طرف الشركة المصنعة، إلا أن آخرين يقولون إنه مادام التاريخ بعيدا فلا ضير من اقتنائها، مادامت ستستهلك بسرعة، ولن يقوموا بتخزينها أو حفظها فترة أطول· صاحب المحل من جهته، قال إنه لن يعرض سلعا منتهية الصلاحية، أو موادا يدرك أنها ستكون مضرة بزبائنه، إنما هو يلجأ إلى هذه الطريقة لأجل تسويق كافة السلع المتبقية لديه في المحل، واقترب موعد انتهاء صلاحيتها من أجل أن يقوم بجلب أنواع جديدة، مؤكدا أنه لم يأت ولا مرة أي زبون واشتكى من التأثير السلبي لهذه السلع أو المواد على صحته، لأنه يحرص كما قال على اختيار المواد التي لا يكون تلفها سريعا، إضافة إلى أن أغلبها مستوردة ما يجعلها في رأيه آمنة نوعا ما، خاصة إذا ما تم استهلاكها في وقت قريب جدا بعد شرائها·