كشف استطلاعٌ جديد للرّأي أن غالبية البريطانيين ضاقوا ذرعا بالحرب في أفغانستان ويريدون سحب قوّاتهم منها، وذلك في أعقاب مقتل ستّة جنود بريطانيين في إقليم هلمند مؤخّرًا· وأجرت الاستطلاع مؤسسة (يوغوف) لصالح صحيفة (الصن) البريطانية ونشرت نتائجه وكالة (يونايتد برس إنترناشيونال)· وجاء في نتائج الاستطلاع أن نحو ستّين بالمائة من البريطانيين يرون أن القوّات البريطانية لا تنجح في المهمّة المفترضة بتحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان، فيما يعتقد أربعون بالمائة أنها لن تنجح أبدًا في إنجاز هذه المهمة· وأوضح 57 بالمائة من المشاركين أنهم الآن يرون أن قوّاتهم القتالية يجب أن تنسحب من ولاية هلمند وتعود إلى بلادها قبل الموعد المقرّر لانسحابها بنهاية العام 2014· وأعلن 22 بالمائة ممّن جرى استطلاع آراؤُهم ضرورة إبقاء هذه القوّات هناك بموجب الجدول الزّمني الذي حدّده رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وأشار إلى 57 بالمائة من البريطانيين إلى أنهم يريدون من حكومتهم أن تحدّد موعدًا نهائيًا لإنهاء الحرب في أفغانستان بغض النّظر عن الوضع على الأرض في ذلك الوقت· جدير بالذّكر أن بريطانيا تنشر نحو 9500 جندي في أفغانستان معظمهم في ولاية هلمند قتل منهم 204 جنود منذ الغزو الذي قادته الولايات المتّحدة عام 2001 على هذا البلد· وكان مسؤولون أمريكيون قد ذكروا أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تحيد عن خططها للقيام بدور استشاري في أفغانستان على الرغم من قتل مستشارين أمريكيين في مطلع الأسبوع، وهو ما كشف عن مستوى الأخطار التي سيواجهها الجنود الأجانب مع توجّههم لتدريب القوّات الأفغانية· وقال جورج ليتل، المتحدّث باسم وزارة الحرب الأمريكية: (لن نترك الأحداث المؤسفة والمفجعة التي وقعت خلال الأسبوع المنصرم تؤثّر على وجهة النّظر البعيدة المدى التي نتحلّى بها، ولا يوجد على الإطلاق سبب لتغيير المسار في وقت نحقّق فيه شكل التقدّم الذي نحقّقه)· ورأى المراقبون أن هذا الهجوم اللّفظي للبنتاغون -الذي ردّد التصريحات التي أدلى بها قبل يوم ريان كروكر سفير الولايات المتّحدة في أفغانستان- يهدف إلى الحدّ من التكهّنات بأن أعمال العنف قد تدفع القادة العسكريين الأمريكيين إلى التخلّي عن المسار الذي يفترض أن يتمّ فيه بشكل تدريجي إنهاء الدور القتالي للقوّات الأمريكية وإسناد القيادة للقوّات الأفغانية· وقال المراقبون إن القلق تصاعد بشأن مستقبل قتال الولايات المتّحدة في أفغانستان في الأيّام الأخيرة مع احتدام الاحتجاجات بشأن إحراق نسخ من المصحف الشريف في قاعدة عسكرية أمريكية وبعد مقتل ضابطين أمريكيين بالرّصاص داخل وزارة الداخلية الأفغانية، ممّا دفع حلف شمال الأطلسي إلى سحب المستشارين من الوزارات في كابول·