قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن القوات البريطانية في أفغانستان ستنسحب من أي دور قتالي في غضون خمس سنوات. وتزايدت المخاوف بشأن المهمة باهظة التكاليف التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في الوقت الذي تقوم فيه الحكومات بخفض النفقات لكبح العجز في الموازنة مع ارتفاع أعداد القتلى، وكان شهر جوان من أدمى الشهور بالنسبة إلى القوات الأجنبية في الصراع الذي مضى عليه تسع سنوات. وقال هيج أمام البرلمان: ''رئيس الوزراء واضح للغاية... لن تكون هناك أي قوات بريطانية ذات دور قتالي أو بأعداد كبيرة في أفغانستان بحلول خمس سنوات''. وأضاف أنه يريد أن تنهض قوات الأمن الأفغانية بقدر أكبر من المسؤولية في غضون هذا الإطار الزمني. وقال: إنه تم الاتفاق دوليًا على هذا الإطار الزمني في اجتماع زعماء مجموعة الثمانية في كندا الشهر الماضي، وقال هيج: إنه يتعين أن تكون أفغانستان قادرة على الوقوف بمفردها بحلول عام .2014 وكان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قال الشهر الماضي أمام إحدى مراكز البحوث إن بريطانيا التي لديها 9500 فرد في أفغانستان يجب أن لا تنسحب من هناك قبل ''إنجاز المهمة''، مشيرًا إلى أن الانسحاب السابق لأوانه يمثل خيانة للتضحيات التي يبذلها الجيش. وكانت تقارير صحافية بريطانية قد أكدت على تشدد موقف البريطانيين المناهض لحرب أفغانستان مع زيادة عدد قتلاهم هناك. وأوضحت أن ''لا مصلحة لبريطانيا في أفغانستان'' كانت هي الرسالة التي حملها موكب حماسي في لندن للترحيب بقوات بريطانية عائدة من هناك، مضيفةً أنها كانت هي الرسالة نفسها في بلدة بجنوب غرب إنجلترا استعدت لجنائز جنود أقل حظًا قتلوا في الحرب. وزاد عدد قتلى البريطانيين في حرب أفغانستان عن ,300 ما زود منتقديها بالمزيد من الحجج للتساؤل حول كيف يمكن للحكومة البريطانية تبرير هذه الخسارة في الأرواح والأموال بالنظر إلى التقدم الملموس الضئيل. ميدانيا تخطط الحكومة البريطانية لسحب قواتها العسكرية من منطقة سنجين، إحدى أخطر المناطق في ولاية هلمند جنوبيأفغانستان، وتسليم المسؤولية إلى القوات الأمريكية قبل نهاية العام الجاري، وذلك في أعقاب تصاعد الخسائر في صفوف الجنود البريطانيين ومن المتوقع أن يعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أمام أعضاء مجلس العموم أن قوات بلاده ستغادر تلك المنطقة نهاية العام الحالي، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. يأتي ذلك بعد أن تكبدت القوات البريطانية خسائر كبيرة في صفوفها هناك، فعلى الرغم من أن عشر القوات الموجودة في أفغانستان منتشرة في المنطقة إلا أنها تكبدت مائة جندي قتيل في سنجين وحدها، أي ما يقارب ثلث إجمالي القتلى في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان والذي وصل إلى 312 منذ عام .2001 وهو ما حدا بقائد إحدى كتائب ''المارينز'' البريطانية مؤخرًا إلى الإعراب عن اعتقاده بأن سنجين ربما تكون واحدة من أخطر الأماكن في العالم، بحسب ما نقل مراسل صحيفة ''صنداي تلجراف'' في تقرير نشرته الصحيفة البريطانية هذا الأسبوع. ويتمركز حاليا في سانجين نحو أربعين من قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية، ومن المتوقع أن يعلن الوزير فوكس تركيز قوات بلاده على الحزام الأوسط في هلمند، تاركة شمال المنطقة وجنوبها للقوات الأمريكية، وهذا آخر جزء من هلمند يسلم إلى الأمريكيين بعد بلدة موسى قلعة في مارس، وكاجاكي الشهر الماضي. ويعتقد أن مسألة إعادة انتشار القوات البريطانية جرى مناقشتها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعا معه في تورنتو على هامش أعمال قمة العشرين. وصرح كاميرون من تورنتو أن القوات البريطانية لن تبقى في أفغانستان بحلول الانتخابات العامة المقبلة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن ''قوات المملكة المتحدة مستمرة في تحقيق تقدم حقيقي في هلمند بينها سنجين أحد أكثر المناطق تحديًا وخطورة في جنوبأفغانستان''. يذكر أنه يوجد في أفغانستان أكثر من 9 آلاف جندي بريطاني ضمن القوات الدولية العاملة هناك ومتمركز غالبيتها في إقليم هلمند. وفي المقابل ستدفع الولاياتالمتحدة ب 20 ألف جندي أمريكي إلى المنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيادة عدد القوات هناك.