أصبحت كلمة "نقافات" التي كانت في زمن غير بعيد كلمة غريبة وغير مفهومة المعنى من المفردات التي اقتحمت قاموس الوهرانيين في السنوات الأخيرة. هذه الكلمة التي فرضت نفسها في طقوس سهرات الزفاف يعود أصلها إلى دولة المغرب وتوحي بالحفلات والألوان والأفراح وبالملابس الفاخرة وفساتين العروس وقطع من اللؤلؤ والأعراس والصيف. والنفافات حسب ما ورد في وكالة الأنباء الجزائرية تعني مجموعة رجال ونساء مختصين في تنظيم مراسيم الزواج والختان أو بالأحرى هم "المشرفون"، "واليوم لا نتصور إقامة حفل عرس بدون النفافات فجميع المراسيم تقام بطريقة جيدة بتوفير خدمات لائقة يتكفل بها أربعة أشخاص"، يقول محمد مختص في بيع جهاز العرائس. ويقوم محمد بدور المشرف على "النفافات" يضمن لهم الدعاية بتوزيع بطاقات الزيارة وعرض امتيازاتهم وأحيانا يفاوض على تكاليف الخدمات المقدمة من طرفهم. ويضيف المتحدث ذاته أن العديد أخذوا الحرفة أثناء إقامتهم بالمغرب حيث تعلموا الدقة والخفة في الخدمات وتعلموا الجدية "في عملهم الذي يتضمن تحضير - مع المشرف عليهن والزبون - البرنامج والتوقيت ومجريات سهرة العرس والتكفل التام طيلة سهرة الزفاف بالعائلة والجيران وأصدقاء العرسان". وبخصوص التحضير تقول زهرة "النقافة" المعروفة بوهران والتي لا تتردد في التأكيد بأن دفتر مواعيدها قد امتلأ لموسم الصيف، إنها تضبط مراسيم سهرة العرس وكأنها قطعة موسيقية فكل شيء معد من حيث عدد فساتين العروس وتسريحاتها ومجوهراتها وتزيين القاعة وملابس مرافقاتها والموسيقى التي تصاحب "التصديرة" وأماكن المدعويين والأطباق المعروضة ونوعية المشروبات والحلويات المقدمة، كل شيء محدد حسب إمكانيات كل زبون. "هي حفلة جاهزة تقترحها النفافات وعملها هو إضفاء جمالية على كل عرس تحييه تضيف المتحدثة. وبإمكانهن تنظيم سهرات للتعريف بتراث المناطق في إطار جولات عبرالجزائر وإقامات بمناطق مختلفة من الوطن وتقديم عروض كما هو حاصل بالمغرب. وتضيف المتحدثة "في بداياتهن كن يقمن فقط بالوشم بالحناء وبعض العادات التي تقام في العرس ولكن اليوم أصبحن ضرورة لإنجاح سهرة الزفاف". وتقوم بعض العائلات بطلب المشرف على "النفافات" باستعراض خدماتهن، وتعتبر ألبومات الصور التي تبرز الطرق المتنوعة لإقامة حفلات أعراس العائلات الوهرانية أفضل وسيلة في تقديم دعاية للخدمات المقدمة من طرفهم. وتستعد النفافات اللائي أصبحن اليوم جزءا من ديكور سهرات الأعراس في الغرب الجزائري لنقل هذه التجربة نحو الوسط والشرق والتي مازالت محتشمة، ولكن مع ذلك "شرعنا بناء على طلبات البعض بتنشيط سهرات بالجزائر العاصمة والبليدة" تصرح السيدة زهرة، مؤكدة أن الوقت سيحين ليس لتقديم خدمات أرقى وإنما لتصبح ضرورة ملحة من أجل الاحتفاظ بأجمل ذكريات ليلة العمر.