وصل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلى أفغانستان في زيارة لم يعلن عنها من قبل أمس الأربعاء في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتّحدة احتواء تداعيات مذبحة راح ضحّيتَها 16 مدنيا أفغانيا قتلهم جنديٌ أمريكي· وكانت زيارة بانيتا التي تستغرق يومين مخطّطا لها قبل حادث إطلاق النّار الذي وقع يوم الأحد الماضي، لكن أصبح لها معنى جديدا مع تصاعد الضغوط السياسية على المسؤولين الأفغان والأمريكيين فيما يتعلّق بالحرب التي لا تحظى بشعبية، والتي تدخل الآن عامها الحادي عشر· وأجرى بانيتا محادثات مع زعماء أفغان بينهم الرئيس حامد كرزاي وكذلك مسؤولين في إقليم هلمند بجنوب البلاد خلال الزيارة· وتحدّث بانيتا أيضا إلى القوّات الأمريكية في أفغانستان، والتي قد تصبح هدفا لأيّ ردّ فعل على حادث إطلاق النّار الذي قتل فيه جندي أمريكي قرويين منهم تسعة أطفال· وهدّدت حركة طالبان الأفغانية بقطع رؤوس الجنود الأمريكيين· وجاء وصول بانيتا إلى قاعدة باستيون الجوّية في إقليم هلمند بجنوب البلاد بعد يوم من أوّل احتجاجات تندلع بسبب مذبحة يوم الأحد الماضي، ووقعت الاحتجاجات في مدينة جلال أباد بشرق البلاد· وهتف نحو ألفي متظاهر (الموت لأمريكا) وطالبوا كرزاي بأن يرفض اتّفاقا استراتيجيا مزمعا سيتيح لمستشارين أمريكيين وربما قوّات خاصّة البقاء في أفغانستان إلى ما بعد 2014. وقال بانيتا وهو أكبر مسؤول أمريكي يزور أفغانستان منذ الواقعة، للصحفيين في مستهلّ رحلته إنه يعتقد أن الاستراتيجية الأمريكية تنجح وإنها ستصمد أمام تداعيات هذه المذبحة· وقال بانيتا يوم الاثنين الماضي: (أعتقد أننا في المسار الصحيح الآن، وما علينا أن نفعله هو إقناع النّاس بأنه على الرغم من مثل هذه الأحداث علينا ألا نسمح لها بأن تقوّض تلك الاستراتيجية)·