قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والمبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل طلب أفغانيا بالمشاركة في مراجعة السياسة الأميركية في أفغانستان. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي مقتضب مع المبعوث الأميركي إنه طلب ذلك في رسالة إلى أوباما، وقد حمل هولبروك القبول الأميركي في رسالة سلمت إليه. وأضاف كرزاي أن وفدا أفغانيا يقوده وزير الخارجية أرانجين دادفار سبانتا سيسافر إلى واشنطن ليعمل مع الحكومة الأميركية في مراجعة إستراتيجية الحرب على ما يسمى الإرهاب، وهي حرب تدخل عامها الثامن بهجمات أكبر لحركة طالبان سقط في آخرها جندي بريطاني قضى بانفجار عبوة في هلمند حسب ما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس. ووصل هولبروك الخميس إلى أفغانستان، في جولته قادته إلى باكستان وتقوده إلى الهند أيضا، والتقى مسؤولين وسياسيين أفغانا وقادة عسكريين ودبلوماسيين دوليين. وقد أكد وزير الخارجية الأفغاني أن هولبروك أكد له الالتزام الأميركي بمكافحة الإرهاب وبالإعمار وتدريب القوات الأفغانية. ولم يجتمع هولبروك إلا أمس الأول بكرزاي الذي قال إنه "لم يتحدث مع أوباما منذ تسلمه مهام منصبه قبل نحو شهر". وأقر كرزاي للجزيرة بوجود توتر في العلاقات مع واشنطن تثيره مسائل الضحايا المدنيين والمداهمات الليلية. ودعا كرزاي الأسابيع الماضية إلى استعمال قوات أفغانية في المداهمات الليلية، وأعلن بيان عسكري أميركي أفغاني الخميس أن الجنود الأفغان سيكون لهم دور أكبر في العمليات الأميركية خاصة منها المداهمات الليلية، وتحدث عن تنسيق أكبر لتقليل الخسائر المدنية. وحذر الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة من خسارة الحرب إذا لم تعرف بلاده كيف تحمي الشعب الأفغاني وتكسب ثقته. وأحدثُ الخسائر المدنية، خمسة أطفال قضوا في عملية أسترالية الخميس، في حادث اعتذر عنه أمس السفير الأسترالي في رسالة إلى كرزاي. وتبحث الولاياتالمتحدة مضاعفة قواتها في أفغانستان إلى 60 ألف جندي، لكنها لا ترى حلا عسكريا صرفا للصراع وتدعو إلى التنمية والحكم الفعال في بلد يشهد حربا منذ 30 عاما. وتتعقد المهمة الأميركية بسبب تنافس هندي باكستاني يجد أفغانستان ساحة له وبسبب دور قوى إقليمية فاعلة كإيران وروسيا واتساع ائتلاف عسكري يضم أكثر من 40 دولة.