عادت ظاهرة الانزلاقات الترابية للواجهة بولاية تيزي وزو في الأيام القليلة الأخيرة، بعدما ايقضتها التقلبات الجوية بفعل الثلوج التي تراكمت لأسابيع وتعقبتها موجة من الأمطار الغزيرة، التي حركت الانزلاقات القديمة ووسعت من خطورتها حيث عادت هذه المرة بقوة مهددة بنسف 65 بالمائة من مدينة عزازقة، ومصير مجهول يواجه القرى المجاورة لها· تمكنت الأمطار الطوفانية في أيام معدودة من تشريد عدد من العائلات وغلق الطرقات العابرة بإقليم البلدية وعزل القرى مع تضرر شبكات الصرف الصحي، وقنوات نقل الماء الشروب، والأسلاك الكهربائية وكذا الغاز، وزرع الرعب بالمنطقة بعدما عمل تحرش الإنسان بالظاهرة ولامبالاته اتجاهها على تحركها من جديد بأضرار لم تحدد نسبتها بعد· وتشير التحاليل الأولية للظاهرة في تسبب الإنسان في ايقاضها لعدم اعتماد مخطط ناجع لتسيير والتعامل مع الكميات الهائلة للمياه التي تتلقاها سنويا الولاية، حيث جريان هذه الأخيرة في العراء وتمر تحت الطبقات الأرضية قبل أن تجد طريقها نحو السدود والأودية، ما يجعلها تعطي دافعا قويا وإضافيا لاتساع مساحة الانزلاقات الأرضية وتنشيطها بعد سنوات· حيث أكدت السلطات المحلية استنادا للدراسات المتوفرة أن ظاهرة الانزلاق بمدينة عزازقة تعود لسنوات الخمسينات، أين أحصي حينها امتداد نطاق الانزلاق والمساحة المهددة به على اتساع 920 هكتار، وقد تم إخضاع 450 هكتار لدراسة جيوتقنية في الفترة ما بين سنتي 1973و1985 وحددت 38 هكتارا كمنطقة حمراء يستحيل التعمير على مستواها· ويعد شرق مدينة عزازقة وعلى الأخص المدينة الاستعمارية المنطق الأكثر تضررا والمهددة بالزوال، كما أحصت البلدية 788 بناية أغلبها سكنات خاصة تحتضنها مساحة 250 هكتار صنفت في الخانة الحمراء وأوضحت السلطات المحلية بأن 88 من السكنات المذكورة بنيت في الثمانيات وقبل سنة 2000 أين منعت البلدية منح تراخيص للمواطنين من أجل البناء· إلا أن الخطر المطروح لم يلق اهتماما بالغا في التعامل معه حيث ووجه بالتجاهل والتهاون ولم تتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب إلى أن استعادت الطبيعة حقوقها مجددا وتدفقت المجاري التي سلكتها مياه الأمطار لتجرف كل ما صادفته في طريقها· أكثر من 40 بناية مهددة بالسقوط وقد خلقت التطورات الخطيرة التي أحصيت في ظرف وجيز قدر ب24 ساعة حالة استنفار قصوى تطلب تنصيب لجنة ولائية مشكلة من مديريات مختلفة وزيارة ميدانية لوالي تيزي وزو تعقبها إنزال وزاري للمنطقة، حيث قام كل وزير السكن والأشغال العمومية بزيارات ميدانية للوقوف على حجم الكارثة الطبيعية التي حلت بالمنطقة وأجمع هؤلاء على ضرورة الاستعانة بالخبرة الأجنبية لمواجهة الظاهرة المذكورة، والتركيز على مخطط شامل يضمن الاستدامة، أي لا تتوقف الحلول والإجراءات على تعامل ظرفي والظاهرة المطروحة، بل تمتد للسنوات المقبلة وذلك بالاعتماد على التقارير والمخططات التي تعدها وزارات الموارد المائية والسكن وكذا الأشغال العمومية، أين سيتم التمكن من تحويل أكبر قدر ممكن من المياه المتساقطة بتيزي وزو دون إحداثها أضرار مماثلة بتلك المسجلة بمواقع مختلفة من إقليم الولاية، حيث ظهر انزلاق عين الحمام وتلاه انزلاق تيقزيزرت الذي لا يزال طور الدراسة ولم يعرف تقدما خطيرا وبعده انزلاق قرية اقوباعن بدراع الميزان، إلا أن خطورة انزلاق عزازقة استولى على الواجهة لاتساع الرقعة المهددة· تدهور للطرق بفعل الانزلاقات تسبب الانزلاق المباغت للتربة في ظرف 24 ساعة في انهيار جزء هام من الطريق الوطني رقم 71 بقرية تالة اوقوشاح بالمكان المسمى (زان) باتجاه قرية شرفة، الى جانب عدد من التصدعات الخطيرة، غلق الطريق البلدي الرابط بين الطريقين الوطنين رقم 71 و12 عبر قرى اقني قيزان والقرى أيت بوهيني التابعة لبلدية ياكوران، كما تم تسجيل انزلاق بساحة المركز الثقافي المستمل مؤخرا بعزازقة على مسافة تزيد عن 50 مترا متضررة وكذا الطريق المؤدي إلى قرية اغيل بوزال المحاذي للمركز الثقافي والذي أصبح التنقل عبره مستحيلا نظرا للانهيارات التي عرفها ونزوله كثيرا على مستواه الأصلي، إضافة إلى إحصاء نقاط عديدة بالطريق الوطني رقم 12 منها أمام متقنة يازوران ، وعدة مواقع كما تضررت شبكات المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي، وكذا الغاز وانزلاق الأعمدة الكهربائية وتم ترحيل 5 عائلات بالمكان المسمى ثاقمونت بقرية أيت بوهيني، وإحصاء 12عائلة أخرى هددت سكناتها بالانهيار ويجب ترحليها سريعا، إلى جانب ترحيل 13عائلة في مواقع مختلفة من عزازقة وتنقلت العائلات المتضررة للعيش مؤقتا لدى أقاربهم، كما سجلت عدة قرى وأحياء سكانية منها حي عدل، عمارة 12 السكن التساهمي المكونة من 10 طوابق وكذا بحي عدل عمارة تضم 10 طوابق، إضافة إلى مشاريع سكنية متواجدة طور الانجاز كالمشروع السكني الواقع بالقرب من متقنة (يازروان سعيد) الذي سجل نزول طابق عن آخر مع تسجيل تصدع لأحد الجدران الذي وصل إلى حد البلاط وكذا مشروع سكني آخر الذي تجري أشغال إنجازه بالطريق المؤدي إلى قرية شرفة وتحديدا واقع على حافة الطريق الوطني رقم 71·