تعرض استعمال الراديوهات على مستوى حافلات النقل الخاص إلى جملة من الانتقادات من طرف مستعمليها من المسافرين مما أدى بالسلطات المختصة إلى منع تشغيل الراديو أثناء الرحلات، خاصة وأن بعض أصحاب الحافلات كانوا يشغلون أشرطة لأغاني ماجنة بما لا يتوافق مع الاختلاط الواقع على مستوى الحافلة مما يعرض النسوة إلى الحرج وحتى الرجال خاصة وأن السلوك يخدش حرمة المسافرين، لكن يبدو أن الأغاني المثبتة على الهواتف النقالة حلت محل تلك الأشرطة وكانت أفضح منها، وبعد أن كان أغلب الركاب يلحقونها بسماعات خاصة صار البعض يذهب إلى تشغيل الهاتف النقال دون استعمالها وإطلاق العنان لصوت الموسيقى دون أدنى احترام لباقي المسافرين أو التخوف من إزعاجهم خاصة وأن المزاج يختلف وأن القائم بذلك السلوك خرق نوعا ما حقوق وحريات الآخرين فمنهم المسن ومنهم المريض ومنهم من لا يرضى بتلك الممارسات، ووفق ذلك صار السلوك ممنوعا على أصحاب الحافلة وعادي جدا بالنسبة للمسافرين· وهو الموقف الذي صادفناه على مستوى حافلة نقل تربط بين تافورة والبليدة، بحيث راحت فتاة في العقد العشرين إلى تشغيل موسيقى هاتفها النقال وأطلقت صوت الموسيقى عاليا وأجبرت كل المسافرين على استماع تلك الأغاني من النوع القبائلي، ولحسن الحظ كون أن الكثيرين لا يفهمون ما تقوله كلمات الأغنية وواصلت سلوكها في كامل المشوار، وبين الكل انزعاجهم من ذلك التصرف الذي ظهر على ملامحهم من دون أن يوجهوا ملاحظات إلى تلك الشابة التي كانت في غاية الاستمتاع بتلك الأغاني وكانت تستبدلها بين الفينة والأخرى ولم تحترم حتى بعض المسافرين الذين كانت مظاهر التعب بادية على وجوههم حتى منهم من كان يغط في النوم وانتهز طول المشوار من الجزائر إلى البليدة لأخذ قسط من الراحة، وهو فعل يتنافى وآداب السلوك خاصة وأن حرية الشخص تنتهي إذا مست بحقوق الآخرين وهدوئهم وسكينتهم، ولم تحسب أي حساب فلربما هناك من كان يعاني من ألم في الرأس أو دوار بسبب المشوار، إلا أنها لم تهتم و استمرت في سلوكها وأجبرت الكل على الاستمتاع بل الانزعاج بتلك الموسيقى العالية، وبعد الانزعاج الحاصل من السماعات التي يطلقها البعض بطريقة عالية بحيث عادة ما يتعرض منتهجو ذلك السلوك إلى الملاحظات من أجل إنقاص الصوت صار ذلك يحدث علنا وعلى المباشر· وحلت بذلك الهواتف النقالة محل الراديوهات التي مُنع استعمالها في وسائل النقل العمومية، تلك الوسيلة التي صارت مضارها أكثر من منافعها وتحولت إلى نقمة بعد أن نحت منحى سلبيا وصارت فضاء واسعا لتحميل الكثير من الأغاني الماجنة وحتى الفيديوهات الإباحية، ويتحمل الكل مسؤولية أفعاله، لكن أن تصل الأمور إلى إزعاج الآخرين ببعض السلوكات على مستوى وسائل عمومية فذلك ما لا يتقبله عاقل، ووجب الكف عن تلك السلوكات والتوقف عن إزعاج الآخرين وإجبارهم على تحمل بعض الأمور السلبية·