عالجت أمس محكمة جنايات العاصمة قضية مقتل أستاذة التاريخ بجامعة بوزريعة وعضو بالتنسيقية الوطنية من أجل التغيير (عائشة فطوش) شهر ماي الماضي في شقّتها المتواجدة بحي 618 بالمحمّدية علي يد جارها وهو طالب بالمعهد العالي للتجارة لم يتجاوز 26 سنة من عمره، حيث استغلّ تواجدها بمفردها في الشقّة ليوجّه لها ضربة على مستوى الرّأس بمطرقة قبل أن يقوم بذبحها بواسطة سكّين ويسرق بعض أغراض الشقّة· جلسة المحاكمة التي دامت أكثر من 06 ساعات كشفت أن الجاني يعاني من انفصام الشخصية وفقدان الثقة في نفسه بعدما تعرّض لحروق من الدرجة الثالثة شوّهت وجهه وجسده فأصبح النّاس يتجنّبون الحديث معه لبشاعة منظره، فاختار مشاهدة أفلام الرّعب والخيال ملاذا لآلامه التي راحت ضحّيتها جارته وهي أستاذة مادة التاريخ بجامعة بوزريعة بعدما تقمّص شخصية بطل سلسلة الخيال والأكشن (أكس مان)، حيث صرّح لهيئة المحكمة بأنه ليس الفاعل بل شخصيته الأخرى هي من قامت بذلك صبيحة 05 ماي 2011، حيث استيقظ من النّوم فشاهد نفسه في المرآة فاندهش لاختفاء أثار الحروق ليتوجّه مباشرة إلى المطبخ أين قام بارتداء قفازات والدته وحمل مطرقة وقام بعدها بالتوجّه إلى الطابق الثالث وطرق باب الضحّية، وعندما فتحت طلب منها أن تعيره بعض الطماطم المصبّرة وبمجرّد أن استدارت قام بضربها بواسطة مطرقة على الرّأس، ثمّ دخل الشقّة بعد غلق الباب أين قام بجرّ الضحّية إلى غاية غرفة الاستقبال وتوجّه إلى مطبخها لإحضار سكّين من الحجم الكبير وجّه لها به عدّة طعنات، كما قام بوضع بقايا سجائر وقارورات جعّة في الغرقة لإيهام مصالح الأمن بأن الضحّية كانت في سهرة سمر مع أصدقائها، ثمّ قام بعد ذلك بسرقة جهازي حاسوب محمولين وهاتفها النقّال وسلسلة ذهبية، قام بإخفائها في دولاب منزله، في حين أبقى هاتفها بحوزته وتوجّه بعدها إلى معهده للدراسة وكأن شيئا لم يحدث· وقد اكتشفت الجريمة شقيقة الضحّية التوأم التي تقيم معها في نفس الشقّة في حدود الساعة الواحدة زوالا عند عودتها إلى المنزل بعدما فشلت في الاتّصال بها صبيحة يوم الجريمة بعدما اتّفقتا على الذهاب لتقديم واجب العزاء لأقاربهما، فتفاجأت بالضحّية جثّة هامدة تسبح في الدماء ملقاة في بهو المنزل، لتقوم بعدها بإخطار مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا لمعرفة الجاني الذي توصّلت إليه بعد أن قام بإعارة هاتف الضحّية لزميلته في المعهد لإجراء اتّصال. وقد اعترف المتّهم منذ الوهلة الأولى بأنه يعاني من اضطرابات نفسية بسبب والدته التي تسبّبت في حرقه عندما كان صغيرا، وأن الحقد اتجاه الآخرين ولّد لديه الرّغبة في الانتقام فلم تكن أمامه سوى جارته· ومن جهتهر ممثّل النيابة العامّة أكّد خلال مرافعته أن الرّواية التي جاء بها المتّهم هي سيناريو محبك من طرفه للهروب من الجريمة والدليل قيامه بالتخطيط قبل ارتكابه لفعلته، مطالبا بتسليط عقوبة الإعدام عليه، قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية إدانته بالمؤبّد·