لازالت ظاهرة التحرشات الجنسية تشكل طابوها على مستوى الحافلات وأضحت لا تفرق بين الشرائح العمرية وتكون السيدات من مختلف الأعمار عرضة لها وحتى العجائز، وتصدر تلك الأفعال الدنيئة من طرف أناس باعوا ضمائرهم، وهو المشكل الذي بات يؤرق النسوة، لاسيما وأن هناك من بات يمتطي الحافلات خصيصا لممارسة تلك الأفعال· نسيمة خباجة تشتكي الكثير من المسافرات من المشكل الذي بتن يعانين منه على مستوى كافة وسائل النقل وهو الذي أبعد الكثيرات عن استعمال تلك الوسائل، ورحن إلى سيارات الأجرة على الرغم من التكاليف المادية التي يفرضها استعمال تلك الوسيلة بصفة يومية، ويجدنها أرحم من تلك التحرشات التي يتعرضن لها على مستوى وسائل النقل، حتى أن هناك من جعلها سبيلا للقيام بتلك الأفعال المنحطة التي تعبر عن انعدام أخلاق ممارسيها، خاصة وأن اللائمة عادة ما تقع على رؤوس النسوة، ويدعي الفاعل أنه لم يقم بالفعل عن قصد وأن الاكتظاظ هو السبب، إلا أن الحقيقة أنها كلها ذرائع لتبرير الفعل ودفع الحرج أمام الناس بعد فضحه من طرف من وقعت ضحية لذلك التحرش· ولمناقشة الموضوع أكثر اقتربنا من بعض المحطات لجمع الآراء عن ذات النقطة وسماعها على أفواه نسوة كن ضحايا لتلك المواقف المخجلة والبعيدة جدا عن أعراف مجتمعنا المحافظ ونخوة الرجل الجزائري· بمحطة بئر مرادرايس التقينا بالآنسة نوال التي راحت تسرد معاناتها اليومية مع مختلف الأصناف على مستوى وسائل النقل بحكم أنها عاملة تضطر إلى استعمال حافلات النقل الخاص بصفة يومية، قالت إنها معاناة لا متناهية مع بعض الرجال ولا نقول الكل، خاصة وأن منهم من ينتهز فرصة الاكتظاظ من أجل الدنو من النسوة تبعا للغرائز الحيوانية التي تعبر عن همجية هؤلاء، وقالت إنها تعرضت شخصيا لذات الموقف في مرة وما كان عليها إلا إسداء الفاعل درسا في التربية وأخبرته أنه من الممكن جدا أن تكون أمه أو أخته في ذلك الموقف، وسألته هل يرضى لها ذلك بالطبع لا وإنما يسقطون بلاءهم على بنات الناس اللواتي اضطرتهن ظروف الدراسة والعمل إلى استعمال تلك الوسائل العمومية التي باتت مرتعا خصبا لتلك السلوكات المنحطة· وما أدهشنا فعلا على مستوى محطة بن عكنون هو تعرض عجوز قاربت العقد السابع لتلك الممارسات، بحيث سردت لنا قصتها مع ذلك الشاب الذي بدا من ملامحه أنه منحرف وخريج سجون بحيث راح إلى الدنو منها بطريقة غير عادية فما كان عليها إلا الانسحاب الفوري والنزول من الحافلة ولم تدخل معه في متاهات خوفا من رد فعله وخشية تعرضها إلى الفضح أمام الناس وهي في تلك السن· الشابة ياسمين أوضحت أنها ملت من استعمال وسائل النقل خاصة وأن حالتها مزرية من مختلف الجوانب كونها تجمع بين العديد من أصناف الناس، وإضافة إلى الروائح الكريهة التي باتت تملأها من كل جانب والمناوشات الحاصلة في كل وقت بين المسافرين بسبب فتح وغلق النوافذ، تتعرض النسوة على مستواها إلى معاملات مهينة تحط من قيمتهن بسبب الأفعال الصادرة من أشباه الرجال الذين يذهبون إلى اغتنام الفرص لتحقيق أغراض حيوانية، وعادة ما يتعمدون الجلوس أمام الفتيات والنسوة لذات الغرض، وختمت بالقول إنها لا يهنئ لها بال إلا بعد شراء سيارة من أجل التنقل بها بكل حرية والتخلص من معاشرة مثل تلك الأصناف· وتساءلت كل من جمعن آراءهن ما الجدوى من تلك الممارسات الحيوانية التي لا فائدة منها إلا ارتكاب الذنوب والمعاصي، بل وتعرض فاعليها إلى المذلة والوقوف في موقف حرج باعتدائهم على حرمة الفتيات والنسوة·