التحرشات التي تلحق النسوة عبر وسائل النقل هي ظاهرة متفشية لا يستطيع أحد أن ينكرها، بحيث يقوم بتلك الممارسات أشخاص انعدمت ضمائرهم وكانوا عبيدا لشهواتهم الحيوانية إلا أنه وجب عدم التعميم كون أن هناك من المسافرين من يبذلون قصارى جهدهم لضمان راحة النسوة والفتيات على متن وسائل النقل التي لا تبشر حالتها بالخير في ظل الاكتظاظ والازدحام الجالبين للعديد من المشاكل، فأزمة النقل لا تزال متفشية على الرغم من الإجراءات المتخذة في المجال، فالحافلات لا تشهد تكافئا عبر بعض النقاط التي تبعد عن العاصمة والتي لازال يعاني منها المسافرون الأمرين لاسيما في أوقات الدوام مما يوجب إعادة النظر في تلك الإشكالات وتزويد بعض النقاط بحافلات نقل خاصة وعمومية لضمان راحة المسافرين· والموقف الذي صادفناه أول أمس دفعنا إلى إثارة هذه النقطة من أجل توضيح الأمور للقارئ الكريم، بحيث تعرض كهل إلى موقف لا يحسد عليه وكاد أن يفارق حياته من شدة الغضب خاصة وأنه مريض بالسكري، الأمر وما فيه على حسب ما جاء على لسانه أن أحد المسافرين اتهمه بأنه تعدى على زوجته والتصق بها أثناء الركوب عن قصد، وهو الأمر الذي حز في نفسه كثيرا وراح يصرخ ويقسم بأغلظ الإيمان أنه لم يفعل وأن تلك الأمور ليست من طبعه وهو في هذا السن، وراح إلى التلاسن مع ذلك الرجل وأوشك على أن يتعرض إلى حالة إغماء، بحيث سارع أحد المسافرين إلى ترك المكان له، كما تدخلوا من أجل تهدئة الوضع وواصل ذلك الرجل الإنكار على مرالطريق واغتاظ كثيرا للتهمة التي أسقطها عليه ذلك المسافر· ولعل انتشار تلك الظاهرة التي سلكها البعض أدى إلى انتشار تلك الوساوس بين الرجال والنسوة والتي ضاق منها الكثيرون، منهم السيد كمال الذي قال إنه أصبح يتفادى استعمال وسائل النقل بالنظر إلى ذلك المشكل البارز فما إن تصطدم بإحداهن ولو بطريقة عفوية يذهب تفكيرها إلى بعيد وهو الموقف الذي عايشه في كم من مرة وأجبره على استكمال بعض المشاوير واقفا، وأضاف أن الناس معادن وأن بعض الظن إثم فلا يجب أن يسوء ظن البعض بالبعض الآخر، وأرجع السبب إلى هؤلاء الذين انعدمت ضمائرهم وراحوا إلى تحويل المحطات إلى مرتع لتلك الممارسات المشينة التي يعاب على ممارسيها كثيرا قيامهم بتلك الأفعال· نفس ما أكدته السيدة جميلة التي قالت إن الرجال ليسوا متشابهين وأن الكثير منهم يحفظ قدره وقدر الآخرين، بحيث نجدهم لا يتأخرون على النهوض وترك مقاعدهم إلى النسوة خاصة مع تأكدهم مما تعانيه النسوة داخل الحافلات، وأضافت أن من الفتيات من يسقطن بلاءهن على الشبان والرجال من غير وجه حق وذلك يرجع إلى انعدام ثقتهن بالكل بناء على ما هو جار بوسائل نقلنا التي أضحت مرتعا للتحرشات ضد النسوة وجعلت البعض ينادي بتخصيص حافلات للنسوة وأخرى للرجال لكن الإشكال يواجه الأزواج في هذا الطرح ونسأل الله أن يهدي الجميع·