أرجات أمس محكمة جنايات العاصمة فتح ملف قتل سجين بالمؤسسة العقابية بالحرّاش على أيدي زملائه بعدما قاموا بتكبيله ووضع جوارب على فمه، ما أدّى إلى اختناقه ووفاته بغرض وضع حدّ لتصرّفاته الغريبة التي كان يقوم بها يوم الجريمة، إلى الدورة الجنائية المقبلة· تفاصيل القضية تعود إلى تاريخ 7 مارس2007، بناء على التقرير المقدّم من طرف رئيس الاحتباس تمّ إسعاف المسجون (ب· مسعود) المتواجد في القاعة رقم 8 على الساعة الخامسة وربع صباحا إلى عيادة المؤسسة، وبعد فحصه ومعاينته من طرف الطبيب المناوب أمر بإخراجه إلى المستشفى خارج المؤسسة· وفي حدود الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة صباحا تمّ الإبلاغ عن الجريمة من طرف الأعوان الذين قاموا بنقل السجين إلى المستشفى بعد وفاته، ومن خلال شهادة الوفاة تبيّن أن موته غير طبيعي لذلك تمّ سماع مجموعة من المساجين من نفس القاعة المذكورة، والذين صرّحوا بأن المسجون (ب· مسعود) تمّ الاعتداء عليه من طرف المساجين (ل· يوسف)، (ح· علاّل)، (م· ساعد) و(و· كريم)، وكان ذلك في حدود الساعة الخامسة صباحا بعد توزيع قهوة الصباح، وسبب هذا الاعتداء هو أن المسجون (ب· مسعود) كان يقوم بتصرّفات غريبة ويردّد كلمة (لا إله إلاّ اللّه) وأزعج مساجين القاعة فتدخّل المساجين المذكورين سابقا لتكبيل يديه ورجليه بقطعة قماش ووضع جوارب في فمه قصد السيطرة عليه، ولم يقوموا بالإبلاغ أعوان الحراسة عنه. وعند ذهاب بعض المساجين إلى دورة المياه وجدوا المسجون (ب· مسعود) ملقى على الأرض فطلبوا من مرشد القاعة إبلاغ الأعوان المكلّفين بالحراسة في الجناح، وعلى إثر ذلك تدخّل المناوب رفقة رئيس المركز والأعوان وتمّ إخراجه وإسعافه بعيادة المؤسسة على جناح السرعة· وفي نفس التاريخ وطبقا للمادة 17 من قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، والمتضمّن ممارسة مدير وضبّاط السجون صلاحيات ضبّاط الشرطة القضائية بالنّسبة للجرائم التي ترتكب داخل المؤسسة العقابية أو خارجها لمتابعة أحد الأنظمة العقابية، وتنفيذا لتعليمات السيّد مدير مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحرّاش تمّ سماع المسجون (ج. معطوب) بالقاعة 8 كشاهد، والذي صرّح بأنه متواجد بالقاعة 8 منذ حوالي عام ومهنته خارج المؤسسة هو طبيب عامّ، وأنه بتاريخ 5 مارس 2008 عند دخولهم من الساحات إلى القاعات كانت الأمور عادية في القاعة 8 وكان نائما فقام المسجون (س. ناصر) بإيقاظه من مكانه وأبلغه بأن المسجون (ب· مسعود) في حالة يرثى لها فقام مسرعا من مكانه وذهب لمعرفة حالته فوجده ملقى على الأرض مفتوح الفم وأثر ربط الفم مع الرّأس بقطعة قماش بادية عليه فطلب من مرشد القاعة إبلاغ الأعوان في الحين، وتمّ فتح القاعة وقام المسجونان (ت· فيصل) و(ل· يوسف) بحمل المسجون والقماش في فمه، وقد التحق المسجون (ب· مسعود) بالقاعة منذ يومين فقط ولم يقم بالاعتداء على أيّ مسجون، ولم تكن له أيّ مشاكل مع مساجين القاعة·