قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة مؤخرا، بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم »ل.ي« لارتكابه جناية القتل العمدي إضرارا بالضحية السجين »ب.م«، فيما تمت تبرئة مسجونين آخرين من جناية القتل. تعود حيثيات القضية الى تاريخ 5 مارس 2008، بناء على التقرير المقدم من طرف مدير المؤسسة العقابية، عندما تم إسعاف المسجون »ب.م« المتوجد بالقاعة رقم 8 على الساعة الخامسة والربع صباحا بعيادة المؤسسة، وبعد فحصه من طرف الطبيب المناوب امر بنقله الى المستشفى خارج السجن، وفي حدود الساعة السابعة وخمسة وثلاثين دقيقة صباحا تم الإبلاغ عن الجريمة من طرف الاعوان الذين قاموا باقتياده الى المستشفى حيث توفي »ب.م« وأظهرت شهادة الوفاة بأن موته غير طبيعي، واثر ذلك تم فتح محضر سماع لمجموعة من المساجين من نفس القاعة، الذين صرحوا بأن المسجون »ب.م« تم الاعتداء عليه من طرف المساجين »ل.ي« و»ح.ع« و»م.س«، وكان ذلك في حدود الساعة الخامسة صباحا بعد توزيع قهوة الصباح، وسبب الاعتداء ان المسجون »ب.م« كان يقوم بتصرفات غريبة وقام المتهمون بتكبيل يديه ورجليه بقطعة قماش ووضع جوارب في فمه وعند ذهاب بعض المساجين الى دورة المياه وجدوا الضحية »ب.م« ملقى على الارض، فطلبوا من مرشد القاعة الإبلاغ عن الواقعة حيث تدخل المناوب رفقة رئيس المركز والاعوان وتم اخراجه واسعافه بعيادة المؤسسة. وطبقا للمادة 17 من قانون العقوبات الخاصة بتنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، والمتضمن ممارسة مدير وضباط السجون صلاحيات ضباط الشرطة القضائية بالنسبة للجرائم التي ترتكب داخل المؤسسة العقابية أو خارجها، وتنفيذا لتعليمات مدير المؤسسة العقابية بالحراش، تم سماع المسجون »م.ج« بالقاعة كشاهد، الذي صرح أنه متواجد بالمكان منذ عام وأنه بتاريخ الحادثة عند دخولهم من الساحة الى القاعة كانت الامور عادية في القاعة رقم 8، حيث كان نائما فقام المسجون »ن.س« بإيقاظه من مكانه وأبلغه ان المسجون »ب.م« في حالة يرثى لها بدورة المياه إذ وجده ملقى على الارض وآثار ربط الفم مع الرأس بقطعة قماش بادية عليه مع وجود جوارب في فمه، بعدها أضاف الشاهد طلب من مرشد القاعة إبلاغ الأعوان في الحين، وبعد انتهاء محضر السماع وجهت أصابع الاتهام الى المتهمين »ل.ي« »ح.ع« و»م.س«، إلا أنه اثناء المحاكمة تمت ادانة الاول فيما برأت المحكمة المتهمين الثاني والثالث من الجناية المنسوبة إليهما.