أعلن خير الدين حبيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية عن تخصيص مبلغ مليون دولار لإنشاء مؤسسة عبد الحميد مهري لدراسة فكره والاستفادة من مسيرته النّضالية ومواقفة العرببة المشهود لها بالصدق والرزانة والثبات، كما أعلن رئيس المركز عن جائزة عبد الحميد مهري التي ستخصّص لها وقفة تكريما للفقيد وعرفانا بجهوده الوطنية ونصرته للقضايا العربية، وإلى جانب ذلك سيتمّ خلال الأيّام القادمة إعداد ندوة لتخليد فكره، والتي من المنتظر أن تنظّم بالحزائر أو بإحدى العواصم العربية الأخرى وذلك بالتنسيق مع عائلة المرحوم· كشف رئيس مركز دراسات الوحدة العربية في رسالة له قرأها باسمه علي بن محمد وزير التربية والتعليم السابق وجّهها إلى تأبينية الفقيد عبد الحميد مهري التي أقيمت أوّل أمس السبت بقصر التقافة بعد تعذّر حضوره لأسباب خاصّة، عن تخصيص المركز لما لا يقلّ عن مليون دولار من أجل إنشاء مؤسسة تعنى بدراسة فكر المرحوم عبد الحميد مهري ومشواره النّضالي الطويل إبّان الاحتلال الفرنسي، والذي تواصل إلى ما بعد هذه الفترة لبناء جزائر الاستقلال. كما عبّر خير الدين حبيب في ذات الرسالة عن اهتمام مركز دراسات الوحدة العربية بإنشاء جائزة باسم الفقيد عبد الحميد مهري تخليدا لاسمه كمناضل وطني وقومي شهد له الجميع بمواقفه الشجاعة لصالح القضايا الوطنية والعربية عامّة، وزيادة عن ذلك بشّر رئيس المركز بالتحضير قريبا لندوة تخلّد مساره النّضالي وفكره الرّيادي في مختلف القضايا الوطنية والعربية، وأعرب الحبيب في رسالته عن أمله في أن تحتضن الجزائر هذه المشاريع باعتبارها البلد الذي أنجب وربّى هذه الشخصية الفذّة· هذا، وقد نظّمت عائلة الفقيد عبد الحميد مهري أول أمس السبت حفلا تأبينيا بقصر الثقافة حضرته عدّة شخصيات وطنية هامّة عرفت الفقيد خلال مسيرته النّضالية في الحقبة الاستعمارية من أجل استرجاع كرامة وحرّية الشعب الجزائري وعرفته ما بعد الاستقلال من خلال جهوده الكبيرة لبناء دولة الديمقراطية، كما شارك في التأبينية شخصيات عربية معروفة عددت مناقب المرحوم وذكرت بعض مواقفه المشهودة لصالح القضايا العربية. ومن بين ضيوف الجزائر الذين شاركوا في الحفل التأبيني المديرة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي رحاب مكحل التي اعتبرت المرحوم من بين القادة المتميّزين الذين تفتقد إليهم الحياة العصرية في يومنا هذا، وذكرت مكحل عددا من الصفات التي عهدتها عنه كالتواضع والصبر والشجاعة وسعة الصدر والهدوء. وكان للسفير السعودي في الجزائر أيضا كلام طويل عرّج فيه على المشوار النّضالي للمرحوم الذي وصفه بالرجل السياسي من الطراز الأوّل، في حين تعذّر حضور عدد كبير من الشخصيات العربية بسبب تزامن موعد التأبينية مع عيد الأرض في فلسطين المحتلّة، والذي صاحبته مسيرات جماهرية منظّمة في عدد من الدول المجاورة ومن بين هؤلاء ليث شبيلات وخالد السفياني وغيرهما، لكن رغم غيابهم إلاّ أنهم أبوا إلاّ أن يشاركوا عائلة مهري والجزائريين هذه التأبينية فبعثوا برسائل قُرئت معظمها خلال حفل التأبين. كما شارك في الحفل التأبيني عدد من الشخصيات الوطنية المقرّبة من فقيد الأمّة العربية عبد الحميد مهري أمثال علي بن محمد وزير التربية والتعليم سابقا والمناضل عبد النّور بن يحيى ومدير ديوان المرحوم وأمين سرّه مختار مزراق وآخرون تعذّر عليهم الإدلاء بشهاداتهم في مسيرة الشخصية ومناقبها لضيق الوقت وكثرة المداخلات التي روى من خلالها المقرّبون بعض مواقفها التي مزجت بين الطرافة والشجاعة والحكمة والرزانة في كثير من الأحيان. وأكثر ما يلفت الانتباه من خلال الاستماع إلى شهادات المقرّبين من مهري هو رفضه لأداء مهمّة سفير للجزائر في الدولة التي يختارها ليتوجّه إلى التعليم، معتبرا ذلك قرارا لا رجعة فيه·