لازالت بعض النواحي تشكو التذبذب الحاصل في توزيع مادة الحليب باعتباره مادة ضرورية يصعب الاستغناء عنها لدى العديد من الأسر، ونهضت بعض النواحي على تلك الندرة الحادة على غرار مقاطعة باش جراح بالعاصمة التي تشهد غليانا بسبب النقص الفادح في مادة الحليب منذ نهاية الأسبوع الماضي وتكون الصناديق شاغرة في وقت مبكر، بحيث تنفد الكمية في ظرف قياسي مما لا يتيح الفرصة للجميع من أجل الاستفادة من تلك المادة الضرورية· ويعد المشكل مشكلا تقليديا يمس مقاطعات من العاصمة من وقت لآخر فلا تكاد تفرج الأزمة بناحية حتى يصطدم بها المواطنون في ناحية أخرى في ظل جهل الأسباب المؤدية لنفس المشكل دوما، حتى أنه في بعض المقاطعات يوزع الحليب في الفترة الليلية على غرار المرادية، في حين يوزع في مقاطعات أخرى في الغالب في الفترة الصباحية، فالوقت غير موحد مما زاد من اختلاط الأمور ومن فجوة تذبذب التوزيع في جانبيه الكمّي والزمني· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف على ذلك المشكل الشائع فأبانوا استياءهم من تكرر سيناريو الحليب والاصطدام به في كل مرة منهم إحدى السيدات التي قالت إننا لم نصطدم بذلك المشكل منذ مدة إلا أننا واجهناه نهاية الأسبوع الماضي واستمرت الأزمة إلى غاية كتابة هذه السطور بسبب تضاءل الكمية الموزعة على مستوى مقاطعتهم ونفادها في الصباح الباكر ولا يظفر الزبون بكيس واحد بعد الساعة السابعة صباحا على غير العادة، مما أدى إلى تجند كل أفراد الأسرة الواحدة من أجل جلب الحليب من مقاطعات أخرى استثناها مشكل الحليب، بمقاطعات عملهم أو مزاولة دراستهم وإلا كان مصير أبنائهم الضياع خاصة وأن العديد من الأسر تعتمد على الحليب كغذاء أساسي في تقوت الأطفال· أما السيد حميد فقال إنه سئم من سيناريو الحليب المتكرر وهو يغني نفسه من مخلفات المشكل بتوجهه إلى اقتناء مسحوق الحليب مباشرة مهما غلا ثمنه، وقال في نفس السياق تكفينا أزمة ارتفاع البطاطا لتسطو الأزمة إلى الحليب و(العاقبة) لمادة الخبز لتكون المواد الأساسية التي تعتمد عليها أغلب العائلات مهددة كلها بالزوال من البيوت تبعا لتلك الأزمات التي تلحق بها بين الفينة والأخرى· سيدة أخرى قالت إنه عار أن نصطدم في كل مرة بتلك الأزمة التي ما تلبث وأن تعود الأمور إلى طبيعتها إلا ونعاود الاصطدام بمشكل نقص الحليب وندرته، وكان على المصالح المكلفة بالتوزيع تفادي حصول مثل تلك الأزمات التي يتحمل تبعاتها المواطن البسيط وتجف أفواه أبنائه من تلك المادة الضرورية في نموهم باعتبار أن الحليب والخبز والبطاطا التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى، هم أساس معيشة الأسر البسيطة محدودة الدخل· وفي ظل الأزمة المتواصلة التي تعيشها مقاطعات من العاصمة في تلك المادة يطالب الكل بضرورة دراسة المشكل وتنظيم توزيع مادة الحليب من حيث التوقيت الزمني وكذا الكمية الموزعة·