يعرف توزيع مادة الحليب في الأيام الأخيرة تذبذبا كبيرا، فبالإضافة إلى النقص في هذه المادة، والتي صار لا يعثر عليها المواطن إلاّ من حين إلى حين، فإنه لا يكاد يعرف الأوقات التي توزع فيها، ولا حتى باعة المواد الغذائية. مصطفى مهدي هو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ففي ظل النقص الذي يعانيه المواطنون لمادة الحليب، فهم لا يعرفون حتى كيف ومتى توزع، وهو الأمر الذي يجعلهم أما يقبعون أمام محل المواد الغذائية لانتظارها، يقول لنا السيد مصطفى "بعد أن الحليب لا يأتي، هاهو يأتي ويوزع ولكن في ساعات لا نعرفها، وحتى البائع لا يعرفها، بل حتى الموزع، حيث التقيته أول أمس وسألته عن هذا التذبذب فقال أن لا علاقة له، وان المسؤول هي المؤسسة، وهو الأمر الذي يجعلنا لا نعرف حتى متى نأتي للشراء، فعلى الأقل كان يمكن أن يكون هناك توزيع منظم، وحتى وان كان هناك نقص فلا يشعر المواطن به إذا اشترى كميات كبيرة مثلا". سليمة، قالت لنا نفس الشيء تقريباً، وهي أم لثلاث بنات، تفضل أن تنتظر بنفسها أن يأتي الحليب على أن ترسل بناتها، تقول:"لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة، أن هذا غير عادل، أي أن المواطن مجبر على الانتظار أمام محل المواد الغذائية لساعات لكي يحصل على أكياس حليب، وهو أمر مخجل فعلا، خاصة وان الحليب الذي يوزع ممزوج بالماء بشكل غريب، وقد يأتي علينا يوم يبيعوننا الماء". خالد صاحب المحل من جهته أخلى مسؤوليته وقال أنه بنفسه لا يعرف ما سر هذا التذبذب، وأضاف: "في الحقيقة أنا لا انتظر أن يأتي الحليب، ولا أقول لزبائني شيئاً، ما أعلمه، وما أنا متأكد منه أنّ الحليب يأتي مرة في الصباح ومرة أخرى في المساء، ولا يمكننا أن نحدد له وقتاً، وهو الأمر الذي يدفعني إلى التساؤل مثل المواطن عن وحل لهذه المشكلة، لأنه فعلا يصعب على المواطن أن يأتي لشراء الحليب، والوقت الذي يأتي فيه، وأحيانا يأتيني مواطنون ينتظرون أمام المحل لساعات، آخرون يوصونني بأن اترك لهم بعض الأكياس، ولكني لا افعل، بل اطلب منهم أن ينتظروا أدوارهم، وأحيانا أتّصل بالموزع وهكذا، ولهذا كله لا بد من إيجاد حل". كثير من الباعة اتخذوا إجراءات حتى يشتري كل المواطنون الحليب بينهم من صار لا يبيع أكثر من أربعة أكياس، مثل البشير، وهو بائع مواد غذائية آخر قال أنه وضع سياسية لكي يستفيد جميع سكان الحي الذي يعمل فيه من الحليب، او على الأقل أن لا يشتري البعض، ولا يتبقى للآخرين، وهو اضعف الإيمان، يقول: "إنني في عملي أحاول أن أرضي ضميري ما أمكنني، وهو اضعف الإيمان، وأطالب السلطات أن تضع حدا لهذا التذبذب الفظيع، خاص ة وان المواطن البسيط غير قادر على شراء مسحوق الحليب، ويضطر إلى شراء حليب الأكياس".