بين جلّ المسافرين انزعاجهم من الآفات السلبية التي باتت تلاحق وسائل النقل العمومية، بحيث باتت مجالا فسيحا للسكارى والمدمنين والمنحرفين، وينزعج الكل منهم كل يوم ويزداد انزعاجهم حدة يوم الجمعة خاصة وأنه يوم عيد للمسلمين ويوم صلاة وتعبد وتقرب من الله تعالى، إلا أن هؤلاء استمروا في أفعالهم المشينة وراحوا يتقاسمون الأماكن مع المصلين الطاهرين في وسائل النقل· ملأت تلك الروائح الكريهة أرجاء الحافلات وأزعجت المسافرين الآخرين خاصة وأن تلك السلوكات لا تليق ممارستها بوسيلة نقل عمومية يختلط فيها الناس، ومن هؤلاء من يلتزم الصمت لتفعل الرائحة المنطلقة منه فعلتها في المسافرين، ومنهم حتى من يذهب إلى الخلط في الكلام والثرثرة والتحدث عن كل شيء وأي شيء، وتكون تلك التصرفات تتمة للرائحة الكريهة المنبعثة من المخمور، وبالتالي باتت تلك الظاهرة ظاهرة مزعجة تلحق بركب الآفات التي تلاحق وسائل نقلنا في الوقت الحالي· ولو تقبل الكل الموقف كل يوم فإنه يستحيل معايشته يوم الجمعة كيوم مبارك نرى الكل فيه يلتزم بلبس الثوب الأبيض الناصع كدليل على نقاء القلب والتأهب لأداء فريضة الصلاة بالمسجد، لنجد قوم آخر من الناس لا يعني له اليوم شيئا فيذهبون إلى الاستمرار في سلوكاتهم الخاطئة حتى في ذلك اليوم المبارك· ما أكده لنا أغلبية من تحدثنا إليهم بل وصادفنا نحن الموقف على متن حافلة كانت متوجهة من العاصمة إلى البليدة، بحيث كان أحدهم مخمورا حتى الثمالة وراح في الحديث عن كل شيء وتطرق إلى العديد من المواضيع ليختم هذا وذاك بالغناء وإزعاج الآخرين، والسيناريو يتكرر في كل مرة ليعيشه المسافرون على أعصابهم· ما وضحته إحدى السيدات بمحطة تافورة التي قالت إنها اصطدمت في كم من مرة بالموقف التي تتعجب له خاصة وأنها لم تعتد على الاحتكاك بهؤلاء الأشخاص وترعب كثيرا من مقاسمتهم وسائل النقل، ناهيك عن الرائحة المنطلقة منهم والتي تسد الأنوف، كما أنها تتخوف من تصرفاتهم خاصة وأنهم غائبون عن وعيهم ومن المحتمل أن تصدر منهم سلوكات غير لائقة باتجاه المسافرين· اقتربنا من أحد القباض بمحطة بن عمر فقال إن هؤلاء يصعدون خلسة حتى أن منهم من لا يظهر عليه أنه مخمور ولا نتفطن لحالهم إلا بعد أن تغمر أرجاء الحافلة بتلك الرائحة الكريهة الناجمة عن الخمر، وأضاف أنهم يقومون بإنزال من تمادوا في أفعالهم داخل الحافلة، فيما يأمرون البعض بالتزام الصمت فيمتثلون إلى غاية مغادرتهم الحافلة· وما يزعج البعض أكثر هو اصطدامهم بتلك المواقف في يوم الجمعة أين يكون فيه الأغلبية يفوحون مسكا استعدادا لأداء فريضة الصلاة، بينما تنطلق من بعض الأصناف رائحة الخمور والعياذ بالله ونجدهم غائبي الوعي على مر الطريق أثناء المشوار، يطلقون العنان لتصرفاتهم اللامسؤولة المعبرة عن فقدانهم لوعيهم·