تسببت التقلبات الجوية والأمطار الطوفانية التي تساقطت بشكل متواصل مؤخرا على العاصمة في إلحاق أضرار بليغة للقاطنين في السكنات الهشة والأحياء القصديرية، حيث أدت إلى تهدم بيتين قصديريين في أعالي العاصمة، كما ارتفع مستوى المياه مما أدى إلى فيضان واد الحميز على الحي القصديري بدوار بن زرقة· سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر وخلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 أفريل، أكثر من 97 تدخلا 50 بالمائة منها كانت متعلقة بتسرب المياه والفيضانات في كل من السكنات والمؤسسات·· وحسب المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية بالعاصمة فإن تدخلات مصالح الحماية خلال هذه الفترة كانت بسبب التقلبات الجوية والأمطار الطوفانية التي تساقطت لأكثر من 48 ساعة عبر مختلف المناطق بالعاصمة، ولأن الأمطار خلال هذه الفترة كانت حالة استثنائية من ناحية التوقيت والكميات المتساقطة، فإن العديد من أعوان الحماية تلقوا العديد من نداءات الاستغاثة من طرف المواطنين سواء في البيوت أو المؤسسات أو حتى الشوارع، فلم يسلم خلال هذه الفترة لا الماكث في بيته ولا الواقف في الشارع، غير أن أكثر تدخلات مصالح الحماية المدنية بالعاصمة كانت مجملها في البيوت الهشة والقصديرية التي ينتظر سكانها انتهاء عملية الانتخاب من أجل الاستفادة من السكن من طرف السلطات المحلية، إلا أن الموت يبدو أنه يسابق موعد الانتخاب في هذه المواقع الخطيرة بالعاصمة، ففي كل مرة تتدخل مصالح الحماية وتحذر السكان من خطورة مساكنهم ومواقعها خاصة المتواجدة في أعالي العاصمة كبوزريعة أين تتواصل عملية انزلاق التربة وسقوط البيوت القصديرية وبالأحرى الأكواخ مما خلف حالة ذعر وهلع كبيرين ما بين العائلات، ونفس المشهد يتكرر في أعالي باب الوادي في حي جاييس ببلوغين وحي بوفريزي، ولم يسلم حتى شباب باب الوادي الواقفون في الشارع من الوقوع كضحايا لهذه التقلبات، ولتهاون السلطات في ترميم وإصلاح ما يمكن إصلاحه، فلقد تعرض ثلاثة شباب إلى جروح متفاوتة الخطورة بعد انهيار حائط بحي معمر حجازي في بلدية باب الوادي مع تعرض مركبة إلى عدة أضرار جراء هذا الانهيار المفاجئ يوم السبت في عز النهار· وادي الحميز يفيض على السكان كما تعرض سكان الحي القصديري بدوار بوزرقة المتواجد على ضفاف واد الحميز إلى تسرب مياه الواد إلى داخل بيوتهم، بعدما ارتفع منسوب المياه بهذا الواد على إثر الأمطار الطوفانية التي تواصل تساقطها لساعات طويلة ولم تجد المئات من العائلات الساكنة في هذا الموقع القصديري إلا أن تتصل بمصالح الحماية من أجل إنقاذها من موت محقق بعد أن غابت السلطات المحلية عن هذا المشهد المتكرر في كل مرة·· خسائر فادحة بمؤسسات صناعية ولم تسلم من الأمطار الطوفانية التي غزت العاصمة خلال عطلة الأسبوع، حتى المؤسسات الصناعية، فحسب المكلف بالإعلام على مستوى مصالح الحماية المدنية بالعاصمة، فمصالح الحماية تدخلت ليلة الجمعة إلى السبت في المنطقة الصناعية بواد السمار من أجل إنقاذ مؤسسة خاصة بالطبع من خسائر مادية لحقتها جراء التسرب الكبير للمياه، وخلال هذا التدخل استعملت الحماية المدنية كل إمكانيتها اللازمة من أجل إنقاذ عتاد المؤسسة خاصة الكتب الموجودة بمخازن المطبعة من التلف·· كما سجل أعوان الحماية المدنية بالعاصمة عدة تدخلات عبر مناطق مختلفة من خلال سقوط الأعمدة الكهربائية والأشجار والانهيار الناتج عن هذه التقلبات الجوية، كما سجلت مصالح الحماية ليلة السبت إلى الأحد حادثا مميتا بنفق واد أوشايح بالمحمدية في واقعة اصطدام سيارة بشاحنة توفي على إثرها كهل يبلغ من العمر 49 سنة··