يلجأ الكثير من الجزائريين والعرب إلى استعمال الطب البديل المتمثل في العلاج بالأعشاب الطبيعية التي حققت نجاحات مذهلة في مجال التداوي بالأعشاب والحجامة، نتائج أذهلت المراكز الطبية العالمية، إذ أصبحت تعرف إقبالا كبيرا عليها وذلك بعد أن أثبت العلاج الحديث محدوديته في علاج الأمراض المستعصية والمزمنة كالسرطان والعقم وغيرها من الأمراض التي يئس أصحابها من العلاج، فينظرون إلى زاوية أخرى بمنظار فقدان الأمل من الطب الحديث فيلجأون إلى الطب البديل المتمثل في التداوي بالأعشاب والحجامة· ولإثراء الموضوع أكثر قمنا بزيارة ميدانية إلى إحدى العيادات المختصة بالتداوي بالطب البديل والحجامة الواقع مقرها بأحد الأحياء الشعبية بحي 40 شارع الواد حي الهواء الجميل (لاقلاسيار) باش جراح وهي العيادة الهاشمية التي اتخذت من اللون الأخضر رمزا لها تتكون من رفوف كالصيدلية تعرض فيها شتى أنواع الاعشاب والزيوت، إذ تحتوي على إكليل الجبل، البابونج، الريحان، الخزامة·· وغيرها من الأعشاب النافعة ومجموعة من أنواع الزيوت، منها زيت الزيتون وزيت الحبة السوداء وغيرها التي تستعمل لعلاج السعال وتساقط الشعر وكثافته ويكون العمل بهذه العيادات بطرق قانونية مرخصة من قبل الدولة تحت إشراف الاختصاصية (علوش اسمهان)· ونحن نتوجه إلى مدخل العيادة كنا نتوقع أن تستقبلنا امرأة في الأربعينيات أو رجل من الإخوة السلفيين المتخصصين بالعمل بكثرة في هذا الميدان، ولكننا تفاجأنا بوجود شابة صغيرة في مقتبل العمر البالغة من العمر 19 سنة الملقبة باسم (جنة) والتي جعلت من هذا المكان جنة خاصة بها وللمرضى الذين يقصدونها· تحصلت على ثلاث شهادات بكالوريا، الأولى في العلوم الدقيقة· والشهادة الثانية تخصص علوم طبيعية والشهادة الثالثة تخصص علوم تجريبية، لتلتحق بجامعة سطيف لدراسة تخصص كيمياء صيدلة ثم كيمياء صناعية بجامعة بتونس لتتحصل بعدها على شهادة الدكتوراه في الطب البديل بالأردن· وتستعمل (جنة) ثلاث طرق لعلاج المرضى تمثلت في الحجامة النبوية بأنواعها المختلفة والتي تعتبر في حد ذاتها نوعا من أنواع الرقية الشرعية، حيث يلجأ إليها المريض، وهذه العملية عبارة عن إخراج الدم الفاسد في أيام معلومة وهي 17/19/21 من الشهر الهجري ويفضل ممارستها في فصل الربيع وفي أماكن مخصصة من الجسم حسب حالة كل مريض التي يتم علاجها بعد الاطلاع على التحاليل الطبية التي تكون بحوزته، كما توجد أيام أخرى ينهى فيها القيام بالحجامة يوم الأربعاء أو ما يعرف بيوم النهي (يوم نزول الأمراض) فسيدنا أيوب عليه السلام مرض من عينيه يوم الأربعاء· يوجد نوع آخر أيضا وهو العلاج بالإبرة الصينية الذي يتخذ نفس طريقة العلاج بالحجامة النبوية وهذا ما أكدته الأخصائية بالعيادة، إضافة إلى الأسلوب الثالث المتمثل في لسعات النحل باعتبار النحل وعسله دواء لكل داء، ولكن توضح الأخصائية اسمهان: (قد تكون اللسعة بالنحلة مميتة عند الأفراد الذين يعانون من الحساسية وفي حالة ظهورحساسية لدى الأفراد يجب شرب حليب الماعز لإنقاذ المريض، كما يمكن إيقاف بعض حالات السرطان الموجود بجسم الإنسان من خلال استعمال (غذاء الملكة) بوضع 2غ في 100غ من العسل يؤكل على الفراغ ثم يؤكل بعدها بعد مرور ساعتين)· كذلك لاحظنا لجوء بعض المواطنين إلى العيادة قصد التداوي بالأعشاب الطبية الطبيعية بدل الأدوية الطبية الكيماوية فهو علاج بالنباتات الطبيعية دون إضافات كيماوية تحذف منها الأعشاب الضارة والسامة والمخدرة، فهي عبارة عن وصفات الأجداد وما هو معروف بالطب الشعبي مع الكثير من الخبرة ومراعاة الوصفات ودراستها بعد تجريبها عدة مرات للتأكد من نجاعتها تطرح لدى هذه الصيدليات الطبيعية إذ اصبحت تدرّس على مستوى معاهد خاصة، حيث يحظى المتربصون بتكوين وكذا القيام بدورات تدريبية في عدة مستويات واستخلاص الزيوت الطبيعية من الاعشاب·