تشهد المسلسلات التي ستعرض في شهر رمضان تحولاً في صورة بعض الممثلين شكلاً ومضموناً، إذ تخلى هؤلاء عن وسامتهم وأناقتهم لصالح الفكرة والشخصية إيماناً منهم بأن القضية المطروحة أهم من الشكل الخارجي· إلى أي مدى يستطيع الممثل التنازل عن عوامل ساهمت في انتشاره لخدمة القصة؟ (الجريدة) ألقت نظرة إلى الممثلين الذين تنازلوا عن وسامتهم لصالح أعمالهم المقبلة، واستطلعت آراء ممثلات أيّدن منطق التغيير ورفض الظهور في صورة واحدة· وضعها البعض في خانة الفتاة الجميلة المثيرة التي يحيط بها الرجال ويغرمون، خصوصاً بعد تجسيدها شخصية فتاة تغرم برجل متزوّج في مسلسل (سارة)، إلا أن باميلا الكك تمرّدت على هذا الواقع ورفضت حصرها بالأدوار الجريئة والفتاة الشقراء، فجسّدت في مسلسل (الحب الممنوع) شخصية فتاة بريئة، تنتمي إلى مجتمع قروي وعائلة متواضعة، لا تضع ماكياجاً على وجهها وتسريحة شعرها بعيدة عن مواكبة الموضة... كذلك أدّت أدواراً مختلفة في (مسلسلي (مدام كارمن) و(أجيال)· تقول الكك في هذا المجال: (يشعر الممثل بالنجاح الحقيقي حين يقدم شخصية مغايرة لما اعتاد عليها المشاهد ويقنعه بها، ليست بطولة أن ينجح الممثل في أعمال يكرر خلالها شخصية واحدة)· تؤكد ألا مشكلة لديها في الظهور بصورة فتاة قبيحة أو تعاني عاهة معينة في حال كان الدور يحمل قضية إنسانية او اجتماعية· قدرة إقناع تكمن أهمية الممثلة تقلا شمعون في أنها أدت أدواراً مختلفة ومتناقضة، من امرأة جميلة ومثيرة إلى امرأة فقيرة وأم حنون... التنوع في أداء الشخصيات وقدرتها على إقناع المشاهد جعلاها مثالا لفنانات كثيرات في الدراما اللبنانية· مع أن الممثلة التي تتمتع بشكل جميل وموهبة حقيقية تدخل القلوب بسرعة وتحقق انتشاراً، إلا أن تقلا شمعون ترفض أن يكون الجمال محور الشخصيات التي تقدمها، تقول: (القضية التي تعالجها الشخصية وطريقة أدائها هي الأهم، لم تعد الأدوار الساذجة والسطحية تقنع الجمهور، وعلى الممثل أن يكون في تحدٍّ دائم مع نفسه ومع الآخرين، عبر تجسيد شخصيات مختلفة شكلا ومضموناً)· كانت شمعون دعت، في حديث لها، الممثلين ألا يركزوا على الشكل، وقالت: (عندما تقف الممثلة أمام المرآة وتأخذ وقتها وتغرق في الشكل الخارجي، فإنها تعتمد على عنصر كاذب مخادع، إن حملته معها إلى موقع التصوير فسوف يفشّلها هناك)، وأضافت: (من الضروري أن يكون شكل الممثل مقبولاً، لكن نحن لسنا في مباراة جمال أو أزياء، فإن تطلّبت مني الشخصية الاهتمام بشكلي فسأفعل)· في أول دور تمثيلي لها جسدّت ملكة جمال لبنان السابقة نادين نسيب نجيم شخصية داليا، فتاة مقعدة في مسلسل (خطوة حبّ)، بعد ذلك تتالت سلسلة أدوارها التي غلب عليها طابع التنوّع· تلفت نجيم إلى أن أشهر الممثلات العالميات وأجملهن قدمن أدواراً مختلفة ولم يحصرن أنفسهن بصورة حسناوات، كذلك حال الممثلين الشباب تقول: (أديت دور المقعدة لأنه يصوّر حالة إنسانية، وأردت إيصال رسالة إلى المشاهدين بألا يشفقوا على ذوي الاحتياجات الخاصة، بل أن يحترموهم ويقدروهم لأنهم يفيضون بقدرات استثنائية تخوّلهم احتلال مراكز مهمة في المجتمع)· ترفض نجيم فكرة أن يهتم المشاهد بالشكل الجميل للممثل، مؤكدة أن نساء جميلات كثيرات دخلن مجال التمثيل وفشلن لأنهن ركزن على جمالهن، تضيف: (لا تلفتني الأدوار التي تبرزني كفتاة جميلة فحسب، بل أعشق تلك التي تعالج قضايا إنسانية واجتماعية)· لحية ورأس أصلع بعدما لقّب ب (فتى الشاشة) نظراً إلى شكله الجميل وتجسيده شخصيات رومنسية في فيلم (ميكانو) ومسلسل (عابد كرمان) لاقت إعجاب الجمهور خصوصاً الفتيات، قرر الممثل تيم الحسن التخلّي عن وسامته والظهور بشكل مغاير في مسلسل (الصقر شاهين)، وسيطلّ بلحية طويلة وشعر قصير ويحمل صقرا على كتفه· وبعد الانتقادات التي تعرض لها بسبب أدواره التي تحصره في صورة شاب وسيم ينتمي إلى وسط راقٍ، قرر الممثل أمير كرارة وضع حد لكل من يشكك بقدراته، وسيطل في مسلسل (طرف ثالث) بصورة شاب فقير يعاني من القهر والحرمان· أكّد كرارة في حديث له ألا مشكلة لديه في أداء أي دور في حال عرض عليه نص مناسب رافضاً فكرة حصر الممثل في صورة واحدة· أما النجم نور الشريف وبعدما اعتاد تقديم شخصيات مختلفة، فسيحلق شعره بشكل كامل في مسلسل (عرفة البحر) لأن دوره يفرض عليه ذلك· في هذا السياق، أبدى نور الشريف استعداده لإجراء أي تعديل في شكله الخارجي في حال تطلب منه الدور ذلك، لأن طبيعة الشخصية والقضية التي تعالجها هما العاملان الأهم بالنسبة إليه·