انتشرت في الآونة الأخيرة و في الكثير من المتاجر ألبسة ربيعية خاصة بالجنسين لا يفهم المواطن ما المقصود من ارتدائها، فإن تحدثنا عن مظاهر العري التي تطبع ملابس النساء فلا يمكن الحديث عن الألوان ولا التصاميم في ألبسة أريد لها أن تكون رجالية لكن في الواقع لا تمت بصلة إلى الرجال بل حتى من يرتديها من الشباب تكاد تجزم أنه فتاة، هي ألبسة لا تمت بصلة لا لعاداتنا ولتقالينا ولا حتى لطبيعة مجتمعنا بل تعكس ثقافة هجينة من حضارات لا علاقة لنا بها من بعيد ولا من قريب، حتى أن المتتبع لموضة هذه السنة يصاب بإحباط شديد من أشكالها وألوانها خاصة الألبسة الرجالية الخاصة بموسم الربيع· لقد أصبح الكثير من الشباب الجزائري يركض خلف الموضة دون مراعاة لما تحمله من قيم دخيلة فقط، التقليد هو من يحكم شرائعهم، ففي الآونة الأخيرة أصبح الكثيرون يلهثون خلف الموضة بشغف غير مبرر وجنون، بسلبياتها وإيجابياتها ولم تعد فقط فئة النساء هي المعنية بذلك، بل اقتحم المجال حتى الرجال من مختلف الأعمار خاصة منهم الشباب وأوجه تلك الموضة هي غريبة جدا في بعض الأحيان وتجاوزت الحدود بشكل ملفت للانتباه، ويثير الضحك أحيانا لأن تلك الطرق المتبعة من باب الموضة هي خارقة للعادة وتظهر تلك الأخيرة في طريقة قص وتصفيف الشعر وكذا في طريقة اللباس المثيرة والغريبة وطالت حتى طريقة حلق الذقن لدى الرجال التي باتت تنمق وتزين بمختلف الطرق ذلك كله من باب الموضة وتتبعها، حيث ينعت متتبعوها بلفظ (الستيل،) ولرصد بعض الآراء حول الموضوع تنقلت (أخبار اليوم) إلى بعض شوارع العاصمة، فبساحة أودان التقينا ب (رضوان 18سنة) والذي يناديه أصدقاؤه ب (نونو) والذي تحدث إلينا بأنه يحب الموضة وأن هذا الأمر يعتبر حالة خاصة تخصه وحده ولا دخل لأي كان فيه حتى الوالدين لم يعد بإمكانهما التدخل من بعيد أو قريب، فالحل ليس بيديهما لإبعاده عن الأمر المهم هو أنه يعي أنها فترة الشباب وعندما يكبر تختلف الأمور كما قال لنا، أما منير ذو ال 17 سنة فقد جذبتنا إليه طريقة لبسه الغريبة وكذا تسريحة شعره، حيث يظهر بجلدة رأسه الشعر بقعا بقعا أما سرواله فقد كان ممزقا على مستوى الركبتين ومرتخي غير مثبت بحزام، ناهيك عن الألوان المختلفة في لباسه، اقتربنا منه فوافق على التحدث إلينا رغم تحفظه في بادئ الأمر لأن الأمر هو جد شخصي، حيث قال إنه يجد راحته في تلك الطريقة التي يظهر بها وهو مهووس بتتبع الموضة بسلبياتها وإيجابياتها بغية القضاء على الروتين لأنه يمل المكوث دوما على نفس المنوال فهو يحب التجديد في طريقة اللبس وكذا طرق تصفيف الشعر والذقن ولا يجد أي إحراج في ذلك، فتدخلت زميلته التي كانت هي الأخرى تظهر بمظهر غريب، حيث أنها تعمدت مخالفة ألوان خيوط حذائها الأسود بين اللونين الأخضر والأسود وقالت إن التغيير في اللبس والتصفيفات من شأنه أن يحدث التجديد في الحياة اليومية للأفراد وأن الاعتماد على نمط واحد من شأنه أن يبعث على الملل، وما لاحظناه أثناء تجوالنا أن العديد من الأشخاص أصبحوا يستعملون شتى الألوان والقليل منهم من يكتفي بالمزاوجة والتنسيق بين لونين، كما وجدنا أن الرسوم التزيينية أو الوشم طغت على العنصر الرجالي باستعمالها أعلى اليد بعدما كان في السابق الرجل الذي يضع وشما يعرف بسوء أخلاقه وذلك الوشم يثبت أنه من خريجي السجون، إلا أن حاليا أصبح يستعمل من باب الموضة بالنسبة للنساء والرجال هذا وناهيك عن تعليق وتثبيت الأقراط في مختلف أنحاء الجسم كالأنف والصرة والاكتفاء بواحدة على مستوى الأذن بالنسبة للرجال، وإن كان تتبع الموضة والعصرنة ليس بالشيء الحرام لكن وجب أن يكون ذلك في الحدود والأطر المسموحة التي من شانها أن تحافظ على أنوثة المرأة ومروءة الرجل·