استفحلت ظاهرة العنف في مؤسساتنا التربوية، إلى حد باتت تسفك فيه الدماء، حيث لم تعد المدارس ذلك الملاذ الآمن، الذي كان يذهب إليه الأولاد من أجل التعلم والتفوق والتربية، حيث ارتفعت وتيرة الاعتداءات على تلاميذ المدارس مؤخرا، وبمختلف الأنواع والأشكال، ولأتفه الأسباب أيضا، فبعد أن كانت تعرف بعض الصراعات بين التلاميذ وأساتذتهم، وبين بعضهم البعض، هاهو الدور يأتي على الغرباء الذين باتوا يهددون أمن وسلامة تلامذتنا، من خلال التربص بهم والاعتداء عليهم أمام المدارس، وهذا باستعمال مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، على غرار الخناجر وشفرات الحلاقة وغيرها، لا لسبب سوى من أجل سرقة ممتلكاتهم وأموالهم· لا تزال مشاهد الاعتداءات على التلاميذ تتكرر يوميا، لتصبح من أكثر الاعتداءات التي تسجل على المستوى الوطني، حيث شهدت بلدية باش جراح نهاية الأسبوع الماضي، اعتداء خطيرا كاد يودي بحياة الكثيرين، بثانوية (حسان ابن ثابت) بحي واد أوشايح، التابع إقليميا لبلدية باش جراح، أين قامت مجموعة من الشبان المنحرفين، والذين لا يتجاوز أكبرهم السادسة عشر من العمر، بالتربص بالتلاميذ والاعتداء عليهم، حيث كانوا مدججين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء· وإذا كان الاعتداء على تلاميذ المدارس أمرا بتنا نشهده يوميا في ظل كثرة الاعتداءات واستفحال هذه الظاهرة عبر كامل ربوع الوطن، إلا أن المثير للدهشة والخوف في آن واحد، هو أن الاعتداء هذه المرة طال تلاميذ متوسطة (جنان المبروك الجديدة)، الذين كانوا بصدد اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط، في مادة التربية البدنية، وكما هو معروف في امتحانات الشهادات، فعلى التلاميذ التنقل من مؤسساتهم التربوية إلى مؤسسات أخرى، وفي كثير من الأحيان تكون بعيدة تماما عن مقرات سكنهم، وهو ما حصل فعلا مع تلاميذ متوسطة (جنان المبروك الجديدة) أين تنقلوا إلى حي واد أوشايح، من أجل اجتياز امتحانهم، غير أنهم لم يعلموا أن الخطر في انتظارهم أمام باب المؤسسة، حيث وبمجرد انتهائهم من تأدية امتحانهم، وفور خروجهم من الباب الرئيسي للمتوسطة، حتى وجدوا في استقبالهم، مجموعة لا بأس بها من المنحرفين، حيث وجد هؤلاء التلاميذ أنفسهم بصدد اجتياز امتحان آخر، وهو كيفية الهرب والإفلات من قبضة هؤلاء الذين تمكنوا في إصابة أحد هؤلاء التلاميذ، بجروح استدعت نقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج· وفي هذا الصدد يقول أحد أولياء التلاميذ، إن هذا الهجوم الذي تعرض له التلاميذ نفّذه أشخاص منحرفون ومجهولو العدد، تقدّموا نحو المدخل الرئيسي للمتوسطة بكل حرية، وتوجهوا مباشرة نحو التلاميذ، حاملين بأياديهم الخناجر والعصي وشفرات الحلاقة وغيرها، ليضيف أن هؤلاء المنحرفين لم يكفيهم الاعتداء على التلاميذ، بل قاموا بتهديدهم بالتعرض لتلميذات متوسطتهم أيضا، وهو الأمر الذي سبب هلعا كبيرا بين أوساط التلاميذ، وكذا أولياء الأمور الذين اشتكوا غياب مصالح الأمن، خاصة في امتحان كهذا، من المفروض أن يكون فيه أعوان الأمن والحماية المدنية، واقفين على أمن وسلامة التلاميذ· وعليه يجب دق ناقوس الخطر، خصوصا مع كثرة الاعتداءات المتكررة على التلاميذ بالأسلحة البيضاء التي يستعملها غرباء عن المؤسسة التربوية، حيث أصبح لا يخلو يوم دون تسجيل اعتداءات عليهم، حيث أصبح العديد من التلاميذ يتعرضون إلى طعنات بالخناجر، وجروح بليغة بواسطة شفرات الحلاقة، وهذا دون التحرك لوضع حد لمثل هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرا، والتي أصبح يروح ضحيتها تلاميذ في مقتبل العمر، ذنبهم الوحيد هو الذهاب إلى المدرسة للتعلم·