استفحلت ظاهرة العنف في مؤسساتنا التربوية إلى حد باتت فيه الدماء تُسفك داخل حرم المؤسسة، فبعض التلاميذ أصبحوا يحملون جهارا، إلى جانب أدواتهم البيداغوجية، أسلحة بيضاء دون أية رقابة، والنتيجة، أنه وبعد أقل من 24 ساعة عن حادثة طعن تلميذ ثانوي لزميل له بسكين في البليدة، تكرّر هذا المشهد مرة ثانية بإحدى ثانويات بشار أين كادت الحادثة أن تودي بحياة تلميذ يوجد حاليا تحت الرعاية الصحية. يحدث أمام مرأى الأساتذة الذين عادة ما يقفون عاجزين عن مواجهة المشكل، بل هناك من تعرّض منهم لاعتداء من التلاميذ أنفسهم، كما هو الشأن للأستاذة الحامل بالرويبة، التي فاجأها تلميذ بلكمات على مستوى البطن. والغريب أن الغرباء عن المؤسسات أصبح لهم نصيبهم أيضا في هذه الظاهرة التي باتت تنخر جسد مؤسساتنا التربوية. ناهيك أيضا عن بعض السلوكيات التي أصبحت تشهدها بعض المدارس من حين لآخر، كحادثة محاولة الانتحار حرقا لتلميذ بتبسة. التلاميذ الضحايا دافعوا عن زميلاتهم بعد تعرضهن للتحرش جرحى في هجوم بالأسلحة البيضاء على متوسطة بالقليعة قامت أول أمس، مجموعة من المنحرفين المدجّجين بالأسلحة البيضاء، بهجوم عنيف على بعض التلاميذ الذين كانوا أمام مدخل متوسطة الشهيد صحراوي عبد القادر بالقليعة في تيبازة، خلّف أربعة جرحى نقلوا إلى مستشفى يحي فارس لتلقي العلاج. حسب ما أكّدته مصادر محلية، فإن الهجوم الذي تعرض له التلاميذ نفّذه أشخاص منحرفون مجهولو العدد، تقدّموا مساء أول أمس نحو المدخل الرئيسي للمتوسطة، وتوجّهوا مباشرة نحو أربعة تلاميذ، حاملين معهم أسلحة بيضاء، وقاموا بالإعتداء عليهم، وهم ''م. وليد'' السنة الثالثة متوسط، ''ك. فارس'' الرابعة متوسط، ''م. بدر الدين'' الأولى متوسط، و''ش. طارق'' الرابعة متوسط. ولحسن الحظ كانت إصاباتهم غير خطيرة. وأحدث الهجوم هلعا في أوساط التلاميذ الذين فروا مفزوعين، فيما أُغمي على بعض التلميذات بعدما تدخل بعض الآباء ومصالح الأمن بعد فرار المعتدين. وترجع أسباب الاعتداء إلى قيام التلاميذ الضحايا بالدفاع عن زميلاتهم اللواتي تعرضن للتحرش والمضايقة من طرف المعتدين قبل ثلاثة أيام، وذلك عقب خروجهن من إمتحان مادة التربية الفنية الذي أُجري بمتوسطة بوقرة، حيث قام هؤلاء التلاميذ بالتصدي لهؤلاء المنحرفين ومنعوهم من إلحاق الأذى بالتلميذات. وعلى خلفية ذلك تجمّع هؤلاء المنحرفون، وقاموا بالانتقام من التلاميذ الأربعة. و خلّفت هذه الحادثة إستياء في أوساط الأولياء الذين طالبوا بتعزيز الأمن حول المؤسسات التربوية.