تمّ الإعلان عن فوز القائمة الحرّة (الوفاء والتواصل) لدائرة الفرارة بولاية غرداية بالمقعد الأوّل من بين خمسة مقاعد للولاية في البرلمان، فكانت فرحة الفرارة كبيرة بكبر مشاركتها السياسية في الانتخابات، حيث اعتمد مجلس أعيان الفرارة على بعض المبادئ في عملهم فكان الفوز حليفهم· في مرحلة التحضيرات للاستحقاقات التشريعية قام مجلس الأعيان لمدينة الفرارة بالتنسيق مع مجلس باعبد الرحمن الكرثي المهتمّ بالشؤون السياسية والاقتصادية بوادي ميزاب، فوصلوا إلى الاتّفاق على إنشاء قائمة حرّة مسمّاة ب (الوفاء والتواصل) واختاروا فيها أبرز الإطارات والطاقات الشبّانية بعدما قاموا بسبر آراء لجمع المقترحات من مختلف هيئات وجمعيات دائرة الفرارة، فجمع لها أزيد من 2000 توقيع بشهادة الجهات القضائية، وعند الحملة الانتخابية قاموا بتنظيم تجمّعين كبيرين في المركز الثقافي البلدي، بالإضافة إلى فتح مقرّ للمداومة الذي شهد ترداد المواطنين عليه بكثرة كلّ يوم، خاصّة في الأيّام الأخيرة قبيل يوم الانتخاب· وما يلفت للانتباه هو الطاعة العمياء للمجتمع أو المواطنين للقرارات التي يصدرها مجلس الأعيان بغض النّظر عن نتيجتها إيمانا منهم بالوفاء لخبرة الأعيان الذين يعود لهم الفضل في قيادة المجتمع الميزابي في أكثر من مناسبة، والتاريخ يشهد لهم كم من موقف بطولي حقّقوه، وفي هذا الصدد قال أحدهم: (إنما الأمم الطاعة ما بقيت، فإن هم ذهبت طاعتهم ذهبوا)، في إشارة واضحة إلى التواصل بين الأجيال بطريقة حضارية بعيدة عن الصراعات وخلق الهفوات. وما يؤكّد هذا نداء الأعيان للتوقيعات أو للحضور إلى التجمّعات أو للانتخاب تجد المجتمع رجالا ونساء ينصاعون لما تدعوهم إليه الأمّة، وبهذا ارتفعت نسبة المشاركة في دائرة الفرارة يوم الانتخاب· واستقبلت دائرة الفرارة صبيحة يوم الانتخاب العشرات من أبنائها طلبة وعمّال القاطنين في مدن الشمال في 25 حافلة، بالإضافة إلى وصول شخصين على متن درّاجة نارية من ولاية باتنة حوالي 500 كلم، ليس للانتخاب فحسب، بل لتحقيق الوحدة التي ينشدها أيّ مجتمع في العالم، وحدة الصفّ، الكلمة والفعل في جميع الميادين مع الهيئات العرفية وكلّ شرائح المجتمع والفئات المتواجدة في الفرارة، وهذا بعدما قام به عناصر من جبهة القوى الاشتراكية بمحاولات لزلزلة الوحدة والأمن الذي تشهده الدائرة· القائمة الحرّة (الوفاء والتواصل) فازت بمقعد في البرلمان للخماسي 2012/2017 بفضل جهود أعيان الفرارة وتعاون المواطنين وأفراد المجتمع معهم. وعن سرّ ظفر القائمة بالمركز الأوّل ولائيا بالرغم من أنها مقتصرة فقط على مدينة الفرارة، أوضح لنا متصدّر القائمة السيّد حريز الناصر أن الرّهان كان على الوعاء الانتخابي الكبير للدائرة، علما أنه منضبط، والسرّ الثاني يرجع إلى أن القائمة تبنّتها الأعيان والعشائر، وعلاوة على هذا فإن الحملة الانتخابية والملصقات المتعلّقة بالقائمة لم تتجاوز حدود الدائرة· ويضيف ذات المتحدّث أن الفرارة متميّزة ليس فقط في عاداتها وتقاليدها وتاريخها، بل حتى في حملتها الانتخابية، لذلك أوضح لنا أنه مستعدّ أتمّ الاستعداد لخدمة ولاية غرداية والجزائر بصفة عامّة·