الموقف الذي بات حاصلا ومتكررا في معظم الحافلات هو أن البعض صار يفرض على البعض الآخر سماع الأغاني، والتمتع بمختلف الطبوع، بل في حقيقة الأمر هو إزعاج للراكبين في الساعات الأولى من الصباح أو في الساعات المتأخرة من المساء الذي يكون فيها الكل في حالة تعب وإنهاك جسدي، إلا أن الممارسات التي باتت شائعة استاء منها الجميع وكان سببها الرئيسي الهاتف النقال الذي تحول إلى نقمة بدل أن يكون نعمة في الوقت الحالي بسبب السلبيات التي صارت تلحقة من طرف بعض المتهورين· خاصة وأنهم صاروا يطلقون العنان لتلك الموسيقى حتى توشك على الخروج عن حدود السماعات ويلحق صداها إلى الراكبين الآخرين، الأمر الذي أدى إلى استيائهم في كل مرة، وفيما يختار البعض تقديم ملاحظات بعد عدم احتمالهم لتلك السلوكات المزعجة يذهب البعض الآخر إلى الصمت خوفا من المزايدات مع بعض الأصناف· وهي الأمور التي صار يشتكي منها المسافرون في كل مرة بعد الحصول المتكرر لمثل تلك المواقف التي تعبر عن انعدام مسؤولية منتهجيها، بل أن حتى تلك الموسيقى العالية التي تخترق الأذن قد تؤدي إلى مخلفات سلبية وربما التعرض إلى الصمم، إلا أن هؤلاء يستسهلون كل الأمور، ودرجة طيشهم أدت بهم إلى إطلاق تلك الممارسات في وسيلة عمومية كان من الأجدر أن يتحلون على مستواها بالهدوء والتزام حدودهم خاصة وأنهم يقاسمونها مع أغراب· اقتربنا من بعض المحطات فأجمع الكل على شيوع الظاهرة بكثرة في السنوات الأخيرة خاصة مع بروز أجيال تعشق الموسيقى حتى النخاع فهي تمشي بها، وتأكل بها، وتتحرك في أي مكان بها وما سهل كل تلك الأمور هو ظهور تكنولوجية الهاتف النقال التي على الرغم من إيجابياتها متعددة لم يتوان البعض على إلحاقها ببعض السلبيات· ما وضحه أحد المواطنين الذي التقيناه بمحطة بن عكنون بحيث قال إن قلة الاحترام صارت الطبع الغالب فيما بين المسافرين على مستوى وسائل النقل، وما زاد من بلة الطين هو ظهور مراهقين من مختلف الأعمار، وهم يلحقون بأذانهم سماعات الهاتف النقال وإطلاق تلك الموسيقى العالية التي ينزعج إليها الكل والتي يخرج صدى صوتها حتى من تلك السماعات ويلحق بالراكبين، في الوقت الذي نجد فيه ممارس الفعل يستمتع بتلك الموسيقى دون أدنى إزعاج، وقال إنه لم يتوان في كم من مرة على تقديم ملاحظات لهؤلاء ونصحهم بأن تلك الأفعال هي أفعال غير لائقة، ضف إلى ذلك تأثير ذلك الصوت العالي للموسيقى على آذانهم، فهم بذلك يزعجون الغير في وسيلة نقل عمومية ويخاطرون بصحتهم بتلك الممارسات الطائشة التي تتعدد سلبياتها من مختلف الأوجه· ومن المواطنين من سردوا أن البعض يذهبون إلى إشعال الموسيقى حتى بدون استعمال تلك السماعات ويجبرون الغير على مشاركتهم في سماعها من دون طلب رأيهم أو حتى طلب الإذن منهم فبالفعل هي سلوكات غريبة لا ندري كيف يفكر منتهجوها·