كان المواطنون اليونانيون والأجانب بطول البلاد وعرضها أول أمس عاجزين عن التنقل، وقد تقطعت بهم السبل بعدما رفض سائقو الشاحنات إنهاء إضراب دام ستة أيام حتى الآن، وتسبب في قطع إمدادات الوقود والغذاء في ذروة الموسم السياحي المزدحم. ولجأت الحكومة اليونانية التي وجدت نفسها في مواجهة حالة طوارئ وطنية بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية والغذائية وإمدادات الوقود، للجيش والبحرية طلباً للمساعدة في توفير الإمدادات للجزر النائية والمستشفيات ومراكز الكهرباء. وذكرت تقارير، أنه رغم تحرك شاحنات الجيش وسفن البحرية على وجه السرعة، فإن عدداً محدوداً من محطات الوقود في أجزاء كثيرة من اليونان، هي التي تلقت إمدادات الوقود. وتجاهل سائقو الشاحنات أمراً طارئاً بالعودة للعمل، واستنزف الإضراب ما لدى محطات الوقود، وتسبب في نقص حاد في المؤن الغذائية الطازجة في شتى أرجاء البلاد، كما ألحق ضرراً بالغاً بالقطاع السياحي الحيوي، حيث ألغى الكثير من السائحين خططاً لقضاء عطلات الصيف في الدولة المطلة على البحر المتوسط. قانون التراخيص كان نحو 35 ألف سائق أضربوا عن العمل الاثنين الماضي، احتجاجاً على قانون جديد يقضي بخفض تكاليف استخراج التراخيص، والتصريح لأي شخص بمزاولة مهنتهم، وهو تعديل إصلاحي يطالب به الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، مقابل قرض الإغاثة، بقيمة عدة مليارات من اليورو، والذي أنقذ اليونان من مغبة التخلف عن سداد دينها. واندلعت اشتباكات في إحدى محطات تكرير البترول في مدينة سالونيك الساحلية بين الشرطة والمضربين، أول من أمس، بعد أن حاولوا منع شاحنة وقود تابعة للحكومة من مغادرة المحطة، ووردت تقارير بإصابة ما لا يقل عن شخصين خلال الاشتباكات. وقال الزعيم النقابي، جيورجوس تزورتاتوس للصحافيين، "لن نتراجع..وقررنا مواصلة الإضراب". وأمرت الحكومة المضربين، الأربعاء الماضي، بالعودة للعمل بعد انهيار المفاوضات بين السائقين والحكومة، وأمهلتهم 24 ساعة للتنفيذ أو مواجهة الملاحقة الجنائية وسحب تراخيصهم. وصدر الأمر الطارئ بعدما قالت الحكومة إن الإضراب المتواصل يهدد الأمن العام، ويؤثر على إمدادات الوقود والغذاء والدواء. وقال مسؤولون حكوميون، إن السائقين الذين يتحدون قرار العودة للعمل يجعلون أنفسهم عرضة للاعتقال الفوري، والملاحقات الجنائية، وكذلك سحب تراخيصهم. ويتزامن الإضراب المتواصل مع ذروة الموسم السياحي، حيث تقطعت السبل بعدد كبير من السائحين واليونانيين في مناطق شمال ووسط اليونان. وأفادت تقارير بأن مئات السيارات المستأجرة تركت مهجورة على جوانب الطرق في العديد من الجزر اليونانية، بعد نفاد الوقود منها. وتقطعت السبل بآلاف السائحين معظمهم من صربيا وبلغاريا أتوا إلى اليونان بسياراتهم لقضاء عطلاتهم، بعد توقف محطات الوقود عن العمل. وقالت التقارير إن ما لا يقل عن مئة ألف صربي علقوا في اليونان، ومعظمهم في شبه جزيرة هالكيديكي وجزيرة ثاسوس المطلتين على بحر إيجه الشمالي. وقال العديد من السائحين الصرب، إن الوقود متوافر في السوق السوداء حيث بلغ سعر لتر البنزين الخالي من الرصاص خمسة يورو، ما يعادل ثلاثة أضعاف السعر الطبيعي.