ارتأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر تأجيل النّظر في قضية ثمانية متّهمين بجناية الانخراط في جماعة إرهابية وجنايتي المشاركة في جماعة إرهابية والمتاجرة في الأسلحة والذخيرة ينحدرون من العاصمة وبجاية، إلى الدورة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاع المتّهم الرئيسي· تحرّكت هذه القضية التي جرى التحقيق فيها بمحكمة (سيدي امحمد) بناء على محضر صادر عن الشرطة المتنقّلة لبئر خادم، حيث تمّ توقيف المتّهم الرئيسي (ع·م) على مستوى حاجز أمني بتاريخ 07 جويلية 2008 بولاية بومرداس، حيث كان برفقة رئيس كتيبة (الفتح) آنذاك (عمر تيطراوي) المكنّى (أبو خثيمة) الذي تمكّن من الفرار. وعليه، تمّت إحالة المتّهم الموقوف على مصالح الشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا معه أوصلها إلى أن هذا الموقوف التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1993، حيث كان على اتّصال بالإرهابي (ق·ع)، وأنه كان يجمع له معلومات عن الوضع الأمني الخاص بمنطقة (قويعس) في بومرداس، وأنه بقي على اتّصال بالجماعات المسلّحة إلى غاية سنة 1994 حينما ظهر انشقاق في الجماعة التي انقسمت إلى الجماعة الإسلامية المسلّحة (الجيا) وظهور الجيش الإسلامي للإنقاذ، ثمّ عاود الاتّصال بالجماعة السلفية للدعوة والقتال وبقي معهم في الفترة الممتدّة من سنة 1998 إلى غاية 2002 تحت لواء كتيبة (الفتح) التي يتولّى إمارتها (أبو خثيمة) الذي كلّفه بتزويده بالمعلومات عن نشاط عناصر الأمن والدرك بمنطقة بومرداس بغرض استهدافها عن طريق الحواجز المزيّفة والمتفجّرات، وبقي يمارس نشاطه الإرهابي إلى غاية سنة 2003 أين طلب منه أمير الكتيبة تزويدهم بمبلغ 30 مليون سنتيم لاستثمارها في مشروع فلاحي بالمنطقة تعود عائداته لصالح الجماعات الإرهابية، والذي يهدف إلى تضليل مصالح الأمن عن مصادر تمويلها، إلاّ أنه لم يكن بحوزته سوى مليون سنتيم فطلب منه شراء مؤونة للجماعة، حيث قام بتزويدها بالمواد الغذائية وشرائح الهواتف النقّالة· كما اعترف المتّهم في محاضر الضبطية القضائية بأنه عمل كعنصر دعم وإسناد إلى غاية إلقاء القبض عليه، حيث أوكلت له مهمّة تزويد الجماعات الإرهابية النّاشطة بمنطقة قورصو بالذخيرة والأسلحة، حيث قام في تلك الفترة باقتناء ذخيرة حيّة بقيمة 09 ملايين سنتيم من عند المتّهم (ب·س) صاحب مخبزة بولاية بجاية· كما توصّلت تحرّيات مصالح الأمن إلى أن للجماعات الإرهابية المسلّحة عدّة سبل للوصول إلى تحقيق أهدافها ميدانيا، حيث أقدمت على احتجاز عصابة مختصّة في سرقة الرّمال من شواطئ بومرداس وتيزي وزو على مستوى الطريق الوطني الرّابط بين الولايتين، وطالبت أفراد هذه العصابة بتهريب وتوفير الأسلحة لصالحها مقابل السّماح لهم بمزاولة عمليات سرقة الرّمال مقابل حياتهم، وهو ما جعل أفراد عصابة سرقة الرّمال من شواطئ بومرداس وتيزي وزو يموّنون الجماعات الإرهابية النّاشطة بالمنطقة بأسلحة، تتمثّل في مسدسات رشاشة وذخيرة حيّة كانوا يحصلون عليها من تجّار بمنطقة بجاية·