تفتح محكمة الجنايات بالعاصمة شهر فيفري المقبل قضية عناصر الجماعة الإرهابية التي كانت تنشط بضواحي مدينة بومرداس والعاصمة ضمن الشبكة المكلّفة بدعم وإسناد الجماعات الإرهابية، حيث سيمثل للمحاكمة تسعة متّهمين واحد منهم مازال في حالة فرار، كانوا ينشطون تحت إمرة أمير كتيبة الفتح الإرهابي بن تيطراوي عمر المكنّى أبو خثيمة، للإجابة عن علاقتهم بتهم إنشاء جماعة إرهابية غرضها بثّ الرّعب وخلق جوّ انعدام الأمن وسط السكان، مع المتاجرة في الأسلحة والذخيرة في إطار نشاط إرهابي وطبع ونشر تسجيلات تشيد بالأفعال الإرهابية· تمّ اكتشاف خيوط القضية سنة 2008 بناء على التحرّيات التي قامت بها فرقة مكافحة الإجرام التابعة لأمن ولاية الجزائر بعد التصعيد الإرهابي الذي عرف مؤخّرا بالعاصمة، خاصّة التفجيرات الانتحارية التي هزّت أهمّ المناطق الحسّاسة بالدولة في 2007· وفي هذا الإطار، تمّ إلقاء القبض على المتّهم الرئيسي ع· مسعود وسط مدينة بومرداس بتاريخ 7 جويلية 2008، وعند استجوابه صرّح بأنه ينتمي إلى شبكة دعم واتّصال تعمل لفائدة أمير كتيبة الفتح أبو خثيمة، موضّحا أنه مع ظهور العمل المسلّح سنة 1993 اتّصل به أحد الأوائل من الإرهابيين الذين التحقوا بالجناح المسلّح المدعو ق· عبد الحميد قضي عليه سنة 1994 من قبل مصالح الأمن وكلّفه بتموين الجماعات الإرهابية والترصّد وجلب المعلومات حول عناصر الأمن في منطقة قوعيص وما جاورها، وبقي ينشط لصالح الجماعات إلى غاية وقوع انشقاق بين عناصر الجيش الإسلامي للإنقاذ والجماعة الإسلامية المسلّحة وظهور الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أين انقطعت اتّصالاته بالعناصر الإرهابية، لكن سرعان ما عاود النّشاط سنة 2002 بعد تنصيب بن تيطراوي عمر على رأس سرية قورصو وتمّ تكليفه بجلب المؤونة وإنجاز مشروع وهمي في الفلاحة لغرض تمويل الإرهابيين، وفي 2004 كلّفه أمير الجماعة أبوخثيمة بجلب الأسلحة من منطقة حاسي مسعود، وكذا التخطيط لسرقة الشاحنات وإعادة بيعها أو استعمالها في تنقّلات الجماعة وجلب الذخيرة· ويشير ملف القضية إلى طريقة تزويد الجماعات الإرهابية بالأسلحة والذخيرة، حيث كان المتّهم الرئيسي ع· مسعود يجلب الأسلحة من مدينة بجاية بطلب من أمير الجماعة وساعده في ذلك المتّهم س· رشيد الذي عرفه على المتّهم س· شريف من منطقة سيدي عيش، هذا الأخير مكّنه من اقتناء ثلاثة مسدسات مقابل مبلغ مالي قدره أربعة عشر مليون سنتيم، فيما ساعده المتّهم ش· لعياشي وس· رشيد في اقتناء كمّية معتبرة من الكبسولات عددها ألف وحدة بمبلغ 90 ألف دينار من عند صاحب مخبزة بسيدي عيش· وقد كشف التحقيق الذي أجرته مصالح الأمن حول نشاط هذه الشبكة الإرهابية عن وجود مستودع تمّ استئجاره من قبل عناصر الجماعة بمبلغ 20 ألف دينار لغرض تخزين الذخيرة والأسلحة فيه التي تستخدم فيما بعد في العمليات الإرهابية التفجيرية، كما تبيّن من خلال عملية التفتيش التي قامت بها مصالح الأمن لمقرّ إقامة المتّهم ع· مسعود وجود علاقة بين هذا الأخير والمكلّف بالإعلام لصالح الجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو قاسمي صالح المكنّى محمد أبو صلاح، وتمّ العثور في منزله على أشرطة سمعية بصرية تحريضية تخصّ أبو مصعب الزرقاوي أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وضبطت بحوزته الشرائح الهاتفية التي كان يستعملها في اتّصالاته بالعناصر الإرهابية المسلّحة·