يعاني سكان العديد من أحياء بلدية العفرون الواقعة إلى الشرق الغربي من ولاية البليدة من قساوة الوضع وغياب مظاهر التنمية ومتطلبات العيش الكريم، وذلك ببعض مناطق البلدية على غرار حي بني جماعة المتربع على طرقات ومسالك ترابية تتخلل أزقته الضيقة بشكل تصاعدي، حيث تشكل مع تساقط الأمطار قنوات لسيول طالما نادى سكان الحي بضرورة وضع حد لها، إلا أن نداءاتهم لم تجد الآذان الصاغية· أبدى السكان تذمّرهم من نسيانهم وتذكرهم إلا باقتراب المواعيد الانتخابية، ليجدوا أنفسهم مجبرين على الاستنجاد بالحصى والحجارة من أجل التخفيف من وطأة الأوحال الضحلة· وتتواصل معاناة سكان الحي بانعدام مختلف المرافق الضرورية والتربوية كمتوسطة ودار للحضانة، حيث يضطر المتمدرسون إلى التنقل يوميا إلى متوسطات العفرون في حافلة نقل تأخذهم صباحا ولا تعيدهم مساء، وتلك هي حال أول تجمّع سكاني لبلدية العفرون من ناحية الغرب· وليست حال العفرون المدينة بأحسن من حي بني جماعة مع بعض التميز فقط في المظاهر، فبتوجه إلى أعالي المدينة بمئات الأمتار فقط يتشكل حزام بؤس على امتداد المرتفعات الغابية والجبلية من مدخل إلى مخرج المدينة وهي المشاهد التي لا تظهر للمارة عبر وسط المدينة· أحياء وبنايات فوضوية وطرق مهترئة ومفرغات فوضوية بزوايا هذه المجمعات السكنية التي لا تزورها شاحنات رفع القمامة - حسبما يؤكده قاطنوها - ، ولا شيء سوى الفوضى العارمة وازدحام الطرقات الترابية والموحلة شتاء ومغبرة صيفا وتحول الأحياء الجديدة المشكلة من العمارات إلى مناطق ريفية لا فرق بينها وبين حي بني مويمن وحي 300 مسكن، حيث لا مبالاة السكان، والسلطات تكشف عنها المزابل الفوضوية وواجهات العمارات المتآكلة والبعوض والجرذان الوبائية والروائح الكريهة التي تتقاسم والسكان مساكنهم· أما إلى الأعلى فالوضع أكثر سوءا، وبالتحديد بالحي القصديري (بني مويمن)، حيث هناك ديكور معماري غير متناسق بين منازل قصديرية مشكلة بعضها من الصفيح والزنك والقش والمواد البدائية من أوحال وطمي وطوب مربوطة بالأسلاك في فوضى وتدهور بيئي يعكس المعاناة التي يعيشها هؤلاء· وتبقى بذلك بلدية العفرون التي تعد من أكبر بلديات الولاية بحاجة الى التفاتة من قبل السلطات المحلية وانتشال سكان الأحياء المتضررة من الغبن الذي يكابدونه في صمت·