يستعد تلاميذ الأقسام النهائية مع انطلاق العد التنازلي لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا الذي سيجرى بعد أقل من أسبوع، ليختار كل تلميذ طريقته في قضاء الأيام الأخيرة لفترة المراجعات تأهبا لأهم امتحان في المسار الدراسي، وهو ما يفسر الضغط الذي يعيشه المترشحون مع قرب يوم الامتحان وتضارب الآراء حول الدروس المتوقع أن تشملها أسئلة الامتحان رغم تطمينات وزارة التربية والتعليم التي أكدت في وقت سابق أن مواضيع الامتحان ستكون في متناول الجميع· يبدو أن تلاميذ الأقسام النهائية قد انتقلوا بعد فترة الحديث عن العتبة وكثرة الدروس وضيق الوقت الذي دفعهم إلى تنظيم إضراب في وقت سابق إلى مرحلة جديدة مع انطلاق العد التنازلي لموعد امتحان البكالوريا المقرر إجراؤه يوم 3 جوان أي بعد أيام قليلة فقط، وأكثر ما يشغل بال التلاميذ اليوم هو المواضيع المقترحة والدروس المتوقع أن تشملها أسئلة الامتحان، حيث تلقى بعض التلاميذ تعليمات من أساتذتهم بالتركيز على بعض الدروس لارتباطها بأحداث آنية خاصة في مادتي التاريخ والجغرافيا كالتركيز على محور الجزائر الذي يشمل حوالي فصلا في مادة التاريخ لدى تلاميذ شعبة الآداب وذلك لتزامن بكالوريا 2012 مع الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية كما أشارت بعض التوقعات إلى إمكانية ورود أسئلة حول الحركة السياسية خلال الثورة التحريرية وذلك لارتباطها بالمسار النضالي للرئيس الراحل أحمد بن بلة الذي يعد أحد رموز الثورة والذي توفي خلال هذه السنة، أما في مادة الجغرافيا فقد توقع بعض الأساتذة أن تكون الأسئلة حول الاتحاد الأوروبي نظرا للأزمة الاقتصادية التي تمر بها اليونان، إضافة إلى التحول الذي حصل في فرنسا بعودة الاشتراكية إلى الحكم بعد سنوات من حكم النظام الرأسمالي بانتخاب اليساري فرانسوا هولاند رئيسا للبلاد، وهو ما قد يكون موضوعا للتحليل اعتمادا على ما تناوله التلاميذ في الدروس الخاصة بالاتحاد الأوروبي، أما عن توقعات مواضيع المواد الأخرى فقد كانت عبارة عن اجتهاد من بعض الأساتذة الذين يملكون تجربة طويلة في ميدان التعليم ما يسمح لهم باقتراح بعض المواضيع دون غيرها كموضوع الأنا والغير وموضوع مقارنة الإشكالية في مادة الفلسفة بالنسبة للأقسام العلمية، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه التوقعات تبقى نسبية ولا يجب الاعتماد عليها بصفة تامة إذ كثيرا ما لا تصدق وهو ما حدث في إحدى دورات البكالوريا للسنوات الماضية حين قامت مجموعة من الأساتذة بتوجيه تلاميذ الأقسام الأدبية إلى مراجعة الفصل الثالث فقط لمادة التاريخ والذي يحوي محورا كاملا عن (الجزائر) لكن أسئلة التاريخ لامتحانات تلك الدورة لم تشمل أي سؤال عن هذا المحور مما شكل حالة إحباط لدى الكثير من التلاميذ الذين اضطروا إلى تقديم أوراقهم فارغة أو الإجابة على مواضيع لم يراجعوها لتفوت فرصة النجاح في الامتحان على بعضهم لاسيما مع ارتفاع معامل المادة بالنسبة للأدبيين· ومع انطلاق العد التنازلي لامتحانات شهادة التعليم الثانوي اختلفت تحضيرات التلاميذ ففي الوقت الذي يعكف فيه الأغلبية على استكمال المراجعة واستغلال كل دقيقة استعدادا لموعد الحسم يحرص بعض التلاميذ على زيارة مختلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها (فايسبوك) للتعرف على أحدث تقنيات الغش وأكثرها أمنا، حيث لاحظنا خلال الأيام القليلة الماضية انتشار صفحات على موقع (فايسبوك) تعرض بعض أساليب الغش، وهو ما نحذر منه المترشحين الذين ينوون الاعتماد على إحداها بأن وزارة التربية والتعليم قد خصصت في كل قسم سبعة مراقبين ما سيصعب مهمة الغشاشين داخل قاعات الامتحان زيادة عن تخصيص حوالي 10 حراس احتياطيين في كل مركز امتحان لتغطية أي نقص قد يحدث ومرافقة المترشحين إلى دورات المياه· وللإشارة فإن وزارة التربية والتعليم قد طمأنت المترشحين لامتحانات شهادة التعليم الثانوي في وقت سابق، مؤكدة أن أسئلة الامتحان ستكون في متناول الجميع ولن تخرج عن سياق ما تناولوه من دروس خلال السنة الدراسية وما حدد في العتبة التي تم الإعلان عنها سابقا، فكل التوفيق لجميع المترشحين·